يعلن فريق البحث في معهد Potocsnak للطب الحيوي طويل العمر بجامعة نورث وسترن عن نتائج تقيس عمر القلب وتبين أنه ليس مجرد مقياس رمزي. يعتمد القياس على خوارزميات طبية تجمع بيانات ضغط الدم والكوليسترول وسكر الدم والتاريخ العائلي ومؤشر كتلة الجسم، إضافة إلى عوامل أخرى تؤثر في صحة القلب والشرايين. ثم تقارن هذه البيانات بنتائج أشخاص في العمر الزمني نفسه لكن بلا عوامل خطر لتبين ما إذا كان قلبك أكبر أو أصغر من عمره الحقيقي. تُعد النتائج دافعًا للوقاية وتعديل العادات قبل تطور المشاكل القلبية.

مفهوم عمر القلب

يشرح القياس أن عمر القلب ليس مجرد رقم رمزي بل يعكس حالة الشرايين ووظيفتها. يعتمد ذلك على دمج بيانات الضغط الدموي والكوليسترول وسكر الدم والتاريخ العائلي ومؤشر كتلة الجسم وعوامل أخرى تؤثر في صحة القلب. تُقارن النتائج مع نتائج أشخاص في العمر الزمني نفسه ممن لا يحملون عوامل خطر لتحديد وجود فارق. هذا القياس أداة وقاية مهمة تتيح لك فهم مخاطرك واتخاذ إجراءات مبكرة لإتاحة الفرصة لتقليلها.

أثر وجود عمر قلب أكبر

عندما يظهر أن عمر قلبك يتجاوز عمرك الحقيقي، يعني ذلك أن الأوعية فقدت مرونتها وتزايد خطر تصلب الشرايين. قد تصيب هذه الحالة أشخاصًا في الثلاثين أو الأربعين بسبب نمط حياة غير صحي أو قلة الحركة والنظام الغذائي الغني بالدهون المشبعة. وهذا الاختلاف في العمر القلبي قد يزيد من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والشرايين مع مرور الوقت. يشدد الأطباء على أن بإمكان العناية اليومية والامتناع عن العادات الضارة تقليل هذا الفارق والوقاية من المشاكل القلبية.

عمر القلب أصغر

أما وجود عمر قلب أصغر من العمر الحقيقي فهو علامة إيجابية على لياقة قلبية جيدة. يعكس ذلك عادة اتباع أسلوب حياة صحي يشمل نشاطًا بدنيًا منتظمًا، ونظامًا غذائيًا متوازنًا، ونومًا كافيًا. ويُظهر تحسن هذه الحالة تدفق دم أكثر كفاءة واستقرارًا في الضغط الدموي. ينصح الأطباء بمتابعة القياس وربط النتائج بإجراءات وقائية يومية للحفاظ على هذه الاستفادة.

كيف تُحسب أعمار القلب؟

تعتمد الحاسبة على معادلات طبية صممتها مراكز بحثية متخصصة في أمراض القلب. يدخل الطبيب بيانات بسيطة مثل العمر، والوزن، والطول، وضغط الدم، ومستوى الدهون، والتدخين لتُحلل وتقدير احتمال التعرض لنوبة قلبية أو سكتة دماغية خلال السنوات القادمة. تُظهر النتيجة اتجاهك: هل تسير في المسار الصحيح أم تحتاج إلى تعديل نمط الحياة بشكل عاجل. ينبغي أن تكون هذه النتائج أداة وقاية وليست مصدر قلق غير مبرر.

عوامل تسرّع شيخوخة القلب

تعرّف الأبحاث التدخين كعامل رئيسي يهاجم بطانة الأوعية ويزيد مخاطر الجلطات. كما أن ارتفاع ضغط الدم المستمر يجهد جدران الشرايين ويقلل مرونتها مع الزمن. كذلك يؤدي ارتفاع الكوليسترول والدهون الثلاثية إلى تضييق مجرى الدم وبذل جهد إضافي على القلب. وتساهم السمنة وقلة الحركة في رفع الالتهاب بالجسم وتؤثر سلباً في صحة القلب والأوعية.

ما الذي يمكن تغييره فعلاً؟

يؤكد الباحثون أن نحو نصف عوامل الخطر يمكن التحكم فيها من خلال تغييرات في نمط الحياة اليومية. يؤدي الإقلاع عن التدخين إلى استعادة مرونة الأوعية تدريجيًا خلال أشهر. يساهم النظام الغذائي المتوازن مع الحبوب الكاملة والخضراوات والبروتينات الخفيفة، إضافة إلى النشاط البدني المنتظم، في خفض الكوليسترول وضغط الدم وتحسين كفاءة القلب. كما أن النوم الكافي والمتابعة الدورية مع الطبيب يعززان النتائج الوقائية.

العمر الذي يكشفه القلب

يؤكد الباحثون أن تحليل عمر القلب يكشف الكثير عن صحة الجسم ككل، فالقلب يتأثر مباشرة بنمط الحياة اليومية. يُعد هذا القياس قراءة للزمن البيولوجي الحقيقي داخل الجسم ويمنح صاحبه فرصة لإعادة عقارب الساعة عبر تبني عادات صحية. الهدف الأساسي من القياس ليس الترهيب بل توفير دافع للوقاية والتغيير قبل ظهور مشاكل كبيرة. إذا حافظت على الإجراءات الصحيحة، قد يبقى عمر القلب أقرب إلى عمرك الفعلي، وربما يصبح أصغر من ذلك.

شاركها.
اترك تعليقاً