افتتح الدكتور مصطفى مدبولي رئيس الوزراء متحف الغردقة في 29 فبراير 2020 بمشاركة من القطاع الخاص، وهو الأول من نوعه الذي تقوده وزارة السياحة والآثار بالشراكة مع القطاع الخاص. وتكمن أهمية المبنى في مساحته الإجمالية التي تصل إلى 22 ألفاً و500 متر مربع، منها 12 ألف متر مربع منطقة تجارية و1800 متر مربع مساحة عرض متخفى تقع على دورين. كما يضم المتحف مسرحاً رومانياً جارٍ تشغيله، وتبلغ عدد القطع الأثرية المعروضة نحو 1400 قطعة تمتد من عصور ما قبل التاريخ حتى العصور الحديثة. وتُرتّب المعروضات وفق تسلسل زمني وموضوعي يسهّل على الزائر تتبّع تطور الحضارة المصرية والعصور المتلاحقة.
أبرز القطع الأثرية
ومن بين المقتنيات البارزة داخل المتحف نيشان الكمال، وهو وسام ملكي كان يُمنح للسيدات خلال الفترة الملكية تقديراً لإسهاماتهن الاجتماعية والإنسانية. تأسس النيشان بأمر سلطاني عام 1915 في عهد السلطان حسين كامل، ويُذكر أن أم كلثوم من بين أشهر الحاصلين عليه تقديراً لدورها الفني والثقافي. يظل الوسام شاهداً على مكانة المرأة في الحياة العامة حتى بعد قيام الجمهورية عام 1953. إلى جانبه يعرض المتحف بروش الغزالة المرصع بالألماس، وهو قطعة ذهبية تفصيلية تعبّر عن الحرفية الرفيعة والذوق الرفيع في العصر العلوي، ويرجّح أنه كان ضمن مقتنيات الأميرة فاطمة إسماعيل المعروفة بمشاركاتها الخيرية في المجتمع المصري.
وتضم القاعة أيضاً لوحات زيتية نادرة لأميرات الأسرة العلوية، منها لوحة لأميرة شابة ترتدي فستاناً وردياً وشعرها منسدل وتزينها قلادة ثم تاج ملكي، إضافة إلى لوحات لأميرات أخرى تبرز دورهن في دعم التعليم والثقافة. كما توجد لوحة تخص الأميرة فاطمة إسماعيل تبرز ريادتها في تعزيز التعليم، وتظهر لوحة أخرى لأميرة ترتدي بدلة تشريفيّة وترافقها وسام وشاح يرمزان إلى مكانتها الاجتماعية والسياسية آنذاك. وتختتم المجموعة بمقتنيات أخرى تروي تفاصيل العلاقات الاجتماعية والرموز الملكية في تلك الفترة.
ومن بين المقتنيات اللافتة أيضاً وسام “شفت” العثماني الذي يعود إلى عهد السلطان عبد الحميد الثاني، ويعرض ضمن مجموعة القطع الملكية العثمانية المرتبطة ببداية حكم العائلة العلوية وتاريخ الدولة الحديثة في مصر. ويجسد هذا الوسام جسرًا تاريخيًا يربط بين الإمبراطوريتين العثمانية والمصرية، ويضيف للمعروضات إطاراً يربط الزائر بسياق تاريخي طويل ومترابط عبر العصور. كما يعزز وجوده فهم العلاقات الاجتماعية والرمزية بين الممالك المتعاقبة في تلك المرحلة من التاريخ المصري.
نظرة عامة على المتحف وتجربة العرض
يلتزم المتحف بخطة عرض من 11 ممرًا و41 فترينة، مع تقسيم منطقي للقطع يسمح بتتبّع التطور التاريخي من عصور ما قبل التاريخ إلى العصر الحديث، بما في ذلك عصر محمد علي الأول. وتتنوع القطع المعروضة بين عشرات القطع من العصور القديمة والعصر الحديث، وتتضمن قطعة أساسية للملكة ميريت آمون من الأسرة التاسعة عشرة مع ثلاث قطع تخص الملك تحتمس الثالث، مما يمنح الزائر تصوراً واضحاً عن الرموز الملكية والإنجازات العسكرية في تلك الحقبات. وتُرتب المسارات المعروضة بحيث تسهّل فهم العلاقات بين العائلة المالكة والقيمة الاجتماعية والسياسية لتلك الفترة. ويضم المتحف كذلك قسم مسرحي يعزز تجربة الزيارة من خلال عرض مرويات تاريخية ورؤى مختلفة حول التراث المصري العريق.


