أعلنت دراسة دولية أن تجربة الوحدة في الطفولة ترتبط ارتباطاً قوياً بتسارع التدهور المعرفي وزيادة خطر الإصابة بالخرف لدى الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 50 عاماً فأكثر. ووجد الباحثون أن الشعور الذاتي بالوحدة خلال الطفولة يسهم بشكل قوي في رفع الخطر رغم وجود أصدقاء. كما تشير النتائج إلى أن الآثار السلبية للوحدة المبكرة قد تترك تأثيراً دائماً على صحة الدماغ لدى البالغين. وتؤكد الدراسة أن الوحدة تبقى عاملاً خطراً على الدماغ، وتبرز ضرورة فهم تأثيرها الطويل الأمد.

المنهجية والنتائج المعرفية

شملت الدراسة تعاوناً علمياً بين جامعات من الصين وأستراليا والولايات المتحدة، من بينها جامعتا هارفارد وبوسطن، حيث حُللَت بيانات واسعة من مشاركين.

وتابع الباحثون أكثر من 13,592 مشاركاً، مع رصد حالتهم المعرفية بين عامي 2011 و2018.

كما عرّفت الدراسة “وحدة الطفولة” بأنها الشعور المتكرر بالوحدة وغياب صديق مقرب.

أظهرت المتابعة أن من ذكروا طفولة اتسمت بالوحدة وغياب الأصدقاء المقربين واجهوا مخاطر أعلى للإصابة بالخرف بنسب تصل إلى 41٪.

النتائج والتبعات على الخرف

وتبين أن الخطر ارتفع بنسبة 51٪ لدى من قالوا إنهم يشعرون بالوحدة كثيراً حتى وإن كان لديهم صديق مقرب.

من ناحية أخرى، لم يُلاحظ فرق معنوي كبير في خطر الخرف بين من لديهم صديق مقرب وآخرين إذا لم يشعروا بالوحدة.

وتشير النتائج إلى أن الوحدة في الطفولة قد تترك آثاراً دائمة على صحة الدماغ، خاصة في فترات النمو الدماغي الحاسمة عندما يتعرض الطفل لعوامل توتر مثل الفقر وانعدام الأمن الغذائي والإهمال والتنمر.

التداعيات الواقعية

تشير النتائج إلى ضرورة تعزيز برامج الرعاية والدعم للأطفال المعرضين للوحدة في البيئات ذات التوتر.

وتدعو المؤسسات الصحية والتعليمية إلى مراقبة الأطفال المعرضين لمشاعر الوحدة وتقديم تدخلات مبكرة.

كما تبرز الحاجة إلى استراتيجيات وقائية تستهدف تلافي العوامل المرتبطة بالوحدة مثل الفقر ونقص الأمن الأسري.

شاركها.
اترك تعليقاً