أعلنت البعثة الأثرية الفرنسية العاملة بمنطقة آثار تانيس عن اكتشاف أثري هام داخل إحدى المقابر الملكية الشهيرة. وتشير المعطيات الأولية إلى أن الكشف يعد علامة فارقة في حفائر تانيس منذ عام 1946. صرّح الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار خلال تفقده موقع الحفائر في تانيس بأن الكشف يمثل إضافة علمية فريدة للمقابر الملكية في تانيس. يأتي ذلك ضمن أعمال تنظيف أرضية الغرفة الشمالية لمقبرة الملك أوسركون الثاني.
تفاصيل جديدة للاكتشاف
عثر الفريق على مجموعة كبيرة من 225 تمثالاً جنائزياً (أوشابتي) تخص الملك شوشنق الثالث داخل طبقات من الطمي قرب تابوت جرانيتي غير منقوش. وُضعت التماثيل في وضعها الأصلي داخل الطبقات الترابية، وهو ما يعزز فهم الباحثين لطبيعة الدفن الملكي في تانيس. كما رُصد وجود تابوت جرانيتي غير منقوش كان قد عُثر عليه سابقاً دون تحديد صاحب هذا التابوت. وذكر الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار أن الكشف يمثل إضافة علمية فريدة، ويؤكد استمرار تانيس في حياكة أسراره منذ سنوات طويلة.
خطوات العمل القادمة
أوضح الدكتور فريدريك بيريدو أن المرحلة التالية ستتضمن دراسات أثرية دقيقة للنقوش الجديدة التي عُثر عليها داخل الغرفة الشمالية بمقبرة الملك أوسركون الثاني. كما ستشمل الاستكمال أعمال التنظيف وإجراءات الحماية وتخفيف الأملاح لتوفير بيئة مناسبة للدراسات المستقبلية. وأضاف أن ما يزال من غير الواضح هل كان الملك شوشنق الثالث مدفونا داخل مقبرة أوسركون الثاني أم أن مقتنياته الجنائزية نُقلت إلى هذا المكان لاحقاً لحمايتها من السرقات. وشدد على أن التعاون بين البعثة الفرنسية والجانب المصري ما زال مثمراً، وأن تانيس ما زال يحمل الكثير من الأسرار التي تتطلب مواصلة الحفريات والترميم لتحسين فهم دفن الملك في تلك الفترة.


