يصدر الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء بياناً صحفياً بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الطفل. وتبرز البيانات أهم المؤشرات للأطفال في مصر وفقاً لإحصاءات الجهاز وتفصل بين الجوانب الاجتماعية والصحية والتعليمية. وتبين أن عدد الأطفال دون 18 سنة بلغ 39.7 مليون طفل بداية عام 2025، من بينهم 20.4 مليون ذكر بنسبة 51.3% و19.4 مليون أنثى بنسبة 48.7%، كما انخفضت نسبة الأطفال دون 18 من إجمالي السكان من 37.3% في 2024 إلى 36.8% في 2025.
مؤشرات التعليم
في مؤشرات التعليم، يلاحظ انخفاض طفيف في نسبة تسرب الأطفال من التعليم عبر المراحل. بلغ معدل التسرب في المرحلة الابتدائية 0.3% في 2023/2024 مقارنة بـ0.2% في 2024/2025، ويرتفع بين الذكور ليصل إلى 0.3% مقابل 0.2% للإناث. وفي المرحلة الإعدادية بلغ معدل التسرب 0.7% في 2023/2024 ثم 0.5% في 2024/2025، مع ارتفاع نسبة التسرب بين الإناث إلى 0.5% مقابل 0.4% للذكور.
كثافة الفصول تعد مؤشراً رئيسياً لجودة التعليم، حيث وصل عدد التلاميذ في الفصل لمرحلة ما قبل الابتدائي العام إلى 30، بينما بلغ 40 في ما قبل الابتدائي الأزهر. أما في التعليم الابتدائي العام فبلغت الكثافة 39 تلميذاً في الفصل، وتراوح في التعليم الابتدائي الأزهر عند 46. وفي التعليم الإعدادي العام بلغت الكثافة 41 تلميذاً في الفصل، بينما سجلت الإعدادي الأزهر 40 تلميذاً في الفصل.
مؤشرات صحة الطفل
وفيات الرضع بلغت 21.6 لكل ألف مولود حي عام 2024، rises بين الذكور إلى 23.4 مقارنة بـ19.7 للإناث. وفي الحضر بلغ المعدل 22.4 لكل ألف مولود حي مع فروق قدرها 24.7 للذكور و20 للإناث. وفي الريف بلغ المعدل 21.2 لكل ألف مولود حي، وبلغ بين الذكور 22.7 مقابل 19.6 للإناث.
كما بلغ معدل وفيات الأطفال دون الخامسة 26 لكل ألف مولود حي عام 2024، وارتفع الفارق بين الذكور والإناث ليصل إلى 28 مقابل 23.8. وفي الحضر بلغ المعدل 26.4 مع اختلاف بين الذكور 29 والإناث 23.7، وفي الريف بلغ 25.7 مع 27.4 للذكور و23.8 للإناث. وتؤكد هذه البيانات وجود فروقات جغرافية وجنسية في معدلات الوفاة.
ترتفع نسبة الأطفال بعمر 18–29 شهراً الذين حصلوا على جميع التطعيمات في الريف إلى 92.2%، بينما في الحضر 85.6%. وتظهر هذه الفروق اتساق التقدم في التغطية التطعيمية بين المناطق وتؤكد استمرار الجهود لتعزيزها. وتشير النتائج إلى أن الحملات الوقائية تحقق نتائج إيجابية في حماية صحة الأطفال.
تشير المؤشرات إلى ارتفاع معدل التقزم بين الأطفال دون سن الخامسة بمقدار 12.8%، كما ارتفع معدل نقص الوزن 11.5% والهزال 3.1%. وتبرز البيانات فروقاً بين الجنسين، فالمجالات التي تشهد زيادة التقزم تكون أعلى بين الذكور مقارنة بالإناث. وتؤكد المعطيات الحاجة إلى تعزيز التغذية الصحية وتنفيذ برامج الوقاية والتدخل المبكر.
مؤشرات حماية الطفل
بلغ عدد دور الحضانة التابعة لوزارة التضامن الاجتماعي 15,846 حضانة، وارتفع عدد الملتحقين بها إلى نحو 147 ألفاً في عام 2023. كما بلغ عدد المؤسسات الإيوائية للأطفال المحرومين من الرعاية الأسرية 438 مؤسسة وتنوّع الملتحقين حتى 8,840 طفلاً في 2023. وتضمن الصرف معاشات الأيتام عبر وزارة التضامن لــ 7,904 أسر، بقيمة 35,056 جنيهاً في 2023. كما بلغت مخصصات الإنفاق العام على البرامج المخصصة للطفل 69.4 مليار جنيه في 2023/2024، ما يعكس تعزيز الدولة للإنفاق الاجتماعي الموجه للأطفال.
جهود الدولة لحماية ورعاية حقوق الطفل
تعلن الدولة المصرية عن مبادرات وطنية رامية لحماية صحة الأطفال وتطوير قدراتهم. أطلقت وزارة الصحة والسكان في ديسمبر 2024 مبادرة الكشف المبكر عن اضطرابات طيف التوحد كجزء من حملة 100 مليون صحة، وتستهدف الأطفال من 18 شهراً إلى 5 سنوات مع تدريب الكوادر الصحية على أدوات الفحص وتقديم خدمات التشخيص والعلاج مجاناً. كما أُطلقت في يناير 2025 مبادرة “عيون أطفالنا.. مستقبلنا” للكشف المبكر عن أمراض ضعف وفقدان الإبصار بين تلاميذ المدارس وتحويل الحالات للحلول العلاجية مجاناً.
كما أطلق المجلس القومي للطفولة والأمومة في بداية عام 2025 مبادرة “تمكين الطفل المصري (بكرة بينا)” لتنمية المهارات الحياتية والسلوكية وتيسير المشاركة المجتمعية والتعبير عن الرأي من خلال برامج داخل المدارس ومراكز الطفولة. وفي يونيو 2025 أطلقت الوزارة مبادرة الكشف المبكر عن روماتيزم القلب للأطفال لاكتشاف أمراض القلب الروماتيزمية مبكراً وتوفير العلاج المناسب. وتبعت ذلك في يوليو 2025 مبادرة “مناهضة العنف ضد الأطفال” لحماية الأطفال من جميع أشكال العنف عبر الرصد والتدخل السريع وتوعية المجتمع وتوفير الدعم النفسي والاجتماعي.
وتشهد يوليو 2025 إطلاق مبادرتين من وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات هما “براعم مصر الرقمية” و”أشبال مصر الرقمية” لتعليم الأطفال البرمجة والذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني والتصميم الرقمي وتأهيل جيل رقمي مبدع. كما أطلق المجلس القومي للطفولة والأمومة في أغسطس 2025 مبادرة “بأمان” لرفع التوعية بمخاطر الاستخدام غير الآمن للإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي عبر حملات مدرسية وبرامج توعية. وفي سبتمبر 2025 أطلقت وزارة الثقافة مبادرة “يوم بلا شاشات” لتشجيع الأطفال على تقليل الاعتماد على الأجهزة الرقمية والاندماج في أنشطة ثقافية ورياضية. وتؤكد هذه المبادرات التزام الدولة بتوفير حماية وتربية صحية وآمنة للأطفال.
وفي سبتمبر 2025 أطلقت وزارة التربية والتعليم الفني بالتعاون مع اليونيسف المنهج التعليمي الذكي والدمج الشامل لرياض الأطفال بهدف تطوير قدرات الأطفال وتسهيل دمج ذوي الإعاقة في المدرسة. كما أطلقت أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا مع وزارة التربية والتعليم والمجلس القومي للطفولة والأمومة في يناير 2025 مبادرة “مصر GATE – نبوغ” لاكتشاف ورعاية الموهوبين من عمر 8 إلى 18 عاماً وربطهم بالجامعات والمعاهد المصرية وتوفير برامج تعليم وتدريب متقدمة. وتؤكد هذه الجهود التزام الدولة بحماية حقوق الطفل وتوفير بيئة تعليمية آمنة ومتاحة تتماشى مع اتفاقية حقوق الطفل الدولية.
أهم المؤشرات الإحصائية للأطفال على مستوى العالم
يبلغ عدد السكان الذين تقل أعمارهم عن 18 سنة نحو 2.4 مليار طفل من سكان العالم بنحو 29.3%، وتعد الهند أكبر دولة من حيث عدد الأطفال بنحو 430 مليون طفل في 2025. بلغ معدل التسرب في مرحلة التعليم الابتدائي عالمياً 10.2% وفي التعليم الإعدادي 14.8% لعام 2023. بلغ معدل وفيات الأطفال دون الخامسة 37 لكل ألف مولود حي، وتُمثل النيجر أعلى معدل وفيات للأطفال دون خمس سنوات بمقدار 106 لكل ألف مولود حي لعام 2023.
يعاني 23.2% من الأطفال دون الخامسة من التقزم، وبلغ عدد الأطفال المصابين بالهزال نحو 12.2 مليون طفل، فيما يعاني 5.5% من الأطفال دون الخامسة من زيادة الوزن. ارتفع عدد الأطفال النازحين بسبب الصراعات والعنف ليصل إلى نحو 50 مليوناً في 2024، وهو أعلى رقم مسجل على الإطلاق نتيجة تفاقم الأزمات الإنسانية في مناطق متعددة من العالم.
أهم المؤشرات الإحصائية للأطفال على مستوى الدول العربية
بلغ عدد الأطفال في الدول العربية نحو 188.96 مليون طفل بنسبة 7.8% من إجمالي أطفال العالم، وتعد مصر أكبر دولة من حيث عدد الأطفال في عام 2025. سجلت الصومال أعلى معدل وفيات للأطفال دون خمس سنوات في الدول العربية لعام 2023 بمقدار 106 لكل ألف مولود حي. وتوضح هذه المؤشرات وجود تحديات صحية وتعليمية مستمرة عبر الدول العربية وتؤكد ضرورة الاستمرار في تعزيز الخدمات الاجتماعية والصحية والتعليمية.


