تنظِّم كلية الآثار بجامعة عين شمس زيارة ميدانية للمتحف المصري بالتحرير خلال الأسبوع السادس من برنامج التدريب الميداني. تهدف الزيارة إلى تعزيز الجانب التطبيقي للطلاب من خلال إتاحة فرصة لمشاهدة القطع الأثرية الحقيقية داخل قاعات العرض بالمتحف. يرتكز الهدف على ربط المناهج الدراسية بالتراث والحضارة عبر تعريف الطلاب بتاريخ مصر القديمة والحقب المختلفة من خلال رؤية القطع الأصلية وتفسيرها ميدانيًا.
استقبل المتحف المصري وفدًا من طلاب الفرقتين الأولى والثانية في إطار هذه الزيارة. وتعزز التجربة وعي الطلاب بقيمة التراث المصري عبر العصور وتطوير قدراتهم في قراءة وتفسير القطع الأثرية وفق أساليب العمل العلمي. كما تُعنى هذه الزيارة بإعداد الطلاب لربط المعلومات النظرية بالوقائع الأثرية وتوثيقها بشكل منهجي.
المقررات العلمية المطبقة خلال الزيارة
تاريخ وآثار مصر القديمة
اطّلع الطلاب على أهم ملامح الحضارة المصرية القديمة من خلال جولة في أقسام الدولة القديمة والدولة الوسطى والدولة الحديثة، مع شرح تفصيلي لأبرز القطع المعروضة في المتحف. واستُخدمت أمثلة من القطع لتوضيح التطور الفني والتقنيات عبر العصور. وربطت هذه المعرفة بين المادة النظرية للمقررات والأسس التطبيقية من خلال مناقشة السياق التاريخي لكل قطعة وتوثيق ملاحظاتهم وفق أساليب العمل الأثري.
مدخل إلى علم الآثار – القسم اليوناني والروماني
تعرّف الطلاب على تأثير الحضارتين اليونانية والرومانية على مصر من خلال عرض معروضات تمثل الفن الهلنستي والروماني وتحليل خصائصها الفنية وتاريخها. كما تم استعراض أمثلة توضح التبادل الثقافي والتأثير المتبادل مع السكان المحليين في تلك الحقب. وتمت مناقشة قدرة الطلاب على قراءة سياق القطع وتوثيق ملاحظاتهم وفق أساليب العمل الأثري.
ما قبل التاريخ وبداية الأسرات
استعرض الطلاب التطور الإنساني والثقافي في مصر قبل نشأة الدولة الموحدة، مع التطرق إلى فترة نقادة وتطور أدوات الإنسان وفنونه وأشكال الدفن. وإلى جانب ذلك تناولوا العلاقات بين التطور التقني والأنماط الثقافية والاجتماعية في تلك الفترات المبكرة. وتم توجيه الطلاب إلى كيفية توثيق المشاهد الملموسة في القاعات وتفسيرها وفق الأسس العلمية.
فن النحت الملكي حتى نهاية الدولة الوسطى
شملت المقررات دراسة النماذج النحتية التي تمثل الملوك والآلهة، مع التركيز على خصائص الأسلوب الفني وتقنياته عبر العصور حتى نهاية الدولة الوسطى. كما تم تحليل ملامح النحت الملكي وأساليب التصوير والتعبير عن السلطة والتدين. وتم تعزيز قدرة الطلاب على ربط هذه النماذج بمفاهيم النقد الفني والتوثيق الأثري وفق مناهج المواد الدراسية.
الأنشطة التطبيقية داخل المتحف
أجرى الطلاب جولات علمية داخل قاعات العرض واطّلعوا على القطع الأثرية المرتبطة بمقرراتهم الدراسية وتم شرحها من قبل أعضاء هيئة التدريس. قدم أعضاء هيئة التدريس شرحًا متخصصًا يوضح السياق التاريخي والفني لكل قطعة. وتعزز هذه الأنشطة مهاراتهم في الوصف والتحليل والتوثيق وفق أساليب العمل الأثري العلمي.
وتشكل هذه الأنشطة جزءًا أساسيًا من خطة التدريب العملي لطلاب كلية الآثار وتدعم صقل مهاراتهم العلمية والبحثية. كما تسهم في تعزيز وعيهم بقيمة التراث المصري عبر العصور. وتُعد هذه الزيارات جسرًا يربط بين الدراسة النظرية والتطبيق الميداني في بيئة المتحف.