يُعرّف مرض الشرايين المحيطية بأنه تضيق أو انسداد في الشرايين التي تغذي الساقين والقدمين بالدم، عادة بسبب تصلب الشرايين وتراكم الترسبات داخل جدران الأوعية. وتُصنّف الإرشادات الطبية المرض كاضطراب قلبي وعائي خطير، وليس مجرد مشكلة في الأطراف. وتظهر الأعراض بمراحل مختلفة من الخفة إلى الحدة، وقد تصل إلى نقص تروية الأطراف وتقرحات أو عدوى أو غرغرينا في الحالات الشديدة. وتُظهر دراسات واسعة أن المصابين بهذا المرض يكونون أكثر عرضة للنوبات القلبية والسكتات الدماغية مقارنة بغير المصابين.
تتعدد عوامل الخطر المرتبطة بمرض الشرايين المحيطية وتتصاعد مع التقدم في العمر. وفيما يلي أربعة من أبرز هذه العوامل مع شرح موجز لآليات تأثيرها وكيفية تقليلها. تؤدي هذه العوامل إلى تلف جدران الشرايين وتكوّن لويحات تعيق تدفق الدم إلى الأطراف.
أسباب رئيسية
ارتفاع ضغط الدم
يرفع ارتفاع ضغط الدم مخاطر تلف جدران الشرايين وتزايد تصلّبها. وتوضح نتائج ARIC أن المصابين بارتفاع ضغط الدم لديهم خطر أعلى للإصابة بمرض الشرايين المحيطية بمقدار 1.5 إلى 2 مرة. وللتحكّم في ضغط الدم يمكن إدخال تغييرات في نمط الحياة مثل تقليل الملح وممارسة الرياضة المنتظمة والحفاظ على وزن صحي، وهذه التغييرات تساهم في الحفاظ على ضغط الدم ضمن نطاقه الطبيعي وتقلل من تأثيره على الشرايين.
ارتفاع الكوليسترول الضّار
يسهم LDL في دخول جزيئات الكوليسترول إلى جدار الشرايين وتكوين اللويحات. وتظهر تحليلات محدثة أن خفض LDL بمقدار 1 مليمول/لتر يقلل خطر الإصابات الوعائية الرئيسية بنسبة تقارب 20-25%. ولإدارة الكوليسترول الضار ينصح باتباع نظام غذائي قلبي صحي يركز على الخضار والفواكه والحبوب الكاملة والدهون الصحية، مع تقليل الدهون المشبعة والمتحوّلة، إضافة إلى ممارسة الرياضة والحفاظ على وزن مناسب.
داء السكري
يساهم السكري في زيادة مخاطر PAD إذ تضاعف إمكانية الإصابة مقارنة بمن لا يعانون السكري، وفق نتائج دراسات طويلة الأمد. كما أن كل ارتفاع بنسبة 1% في مستوى الهيموغلوبين السكري HbA1c يزيد من خطر المضاعفات الوعائية بما في ذلك مرض الشرايين المحيطية. وتساعد تغييرات نمط الحياة مثل ممارسة الرياضة بانتظام واتباع نظام غذائي متوازن وإدارة الوزن والالتزام بالأدوية في السيطرة على السكر وحماية الشرايين.
التدخين
يُعد التدخين أقوى عامل خطر قابل للتعديل للمرض، حيث أظهرت تحليلات واسعة ارتفاع احتمال الإصابة بمرض الشرايين المحيطية بنحو 2.7 مرة لدى المدخنين مقارنة بغيرهم. كما أن الاستمرار في التدخين يرفع الخطر بشكل أكبر وتبقى مخاطره لفترة طويلة حتى بعد الإقلاع. لذا فالإقلاع عن التدخين يساهم بشكل كبير في تقليل المخاطر وحماية تدفق الدم إلى الأطراف.


