يعلن الدكتور عماد سلامة عن وجود أخطاء شائعة في قياس ضغط الدم قد تؤدي إلى تشخيصات غير دقيقة ووصفات دوائية غير ضرورية. يوضح أن قياس الضغط ليس رقمًا عابرًا يمكن الاعتماد عليه بلا دقة، بل إجراء يتطلب تطبيق قواعد محددة لضمان جودة القراءة. كما يؤكد أن قراءة غير مطابقة للحالة قد تفتح باب العلاج غير المناسب للمريض وتعرضه لمخاطر غير لازمة.
أولًا، يتناول الموضوع أخطاء متعلقة بالجهاز نفسه. يوضح أن اختيار رباط الذراع غير المناسب يؤدي إلى قراءة أعلى من الحقيقة، بينما الرباط واسع يسبب قراءة منخفضة. كما يشير إلى أن وضع الرباط في المكان الخاطئ سواء قرب الكوع أو بعيد عنه يؤدي إلى تغيرات في القراءة قد تبلغ درجات متعددة. ويؤكد أنه يجب قياس محيط الذراع لاختيار مقاس الرباط المناسب والتأكد من وضعه الصحيح قبل البدء بالقياس.
ثانيًا، تتعلق الأخطاء بالجهاز نفسه بقياس الضغط فوق الملابس؛ القياس فوق القميص أو الجاكيت يغيّر القراءة بشكل كبير. يجب وضع الرباط على الجلد مباشرة وتجنب القياس على الملابس. كما يجب وضع الرباط أعلى الكوع بمقدار 2–3 سم مع توجيه السهم نحو الشريان العضدي، وأي ميل أو لفة غير صحيحة قد يغيّر القراءة حتى 10 درجات. كما أن الاعتماد على أجهزة المعصم يقل في الدقة، لذلك يفضّل استخدام جهاز على الذراع وفق توصيات جمعيات القلب العالمية.
أخطاء الوضعية والسلوك
قياس الضغط بعد ممارسة مجهود أو توتر يؤثر في القراءة بشكل مؤقت. يزيد النشاط البدني أو العصبية الضغط بشكل مؤقت قد يضّل التقييم الطبي. لذا ينصح بالانتظار 5–10 دقائق قبل القياس لاستعادة حالة الاستقرار.
يتأثر القراء أيضًا بتناول القهوة أو التدخين أو الأكل؛ الكافيين والنيكوتين يرفعان الضغط، بينما قد يخفض الأكل الضغط بشكل طفيف. ينبغي الانتظار 30 دقيقة قبل القياس لضمان دقة القراءة. يوضح ذلك أن القياس بعد هذه العوامل قد يعطي قراءة غير دقيقة تؤثر في التقييم الطبي.
يُظهر القياس أثناء الوقوف قراءة أقل عادة بنحو 5–10 درجات مقارنة بالجلوس. الوضع الصحيح هو الجلوس مع ثبات ثابت للقدمين على الأرض. ويساعد استقرار الظهر وعدم تغير الوضع أثناء القياس في تقليل الانحراف في القراءة.
يشير الخبراء إلى أن تشابك الساقين أو عدم دعم الظهر يرفع الضغط بمقدار نحو 5–8 درجات. يجب الجلوس بشكل مستقيم والظهر مستند والقدمان ثابتتان على الأرض. يساهم الاستقرار في تقليل تأثير الوضعية على نتيجة القياس.
الكلام أو الحركة أثناء القياس قد يرفع القراءة بنحو 10–15 درجة. لذلك يجب الثبات التام وعدم الكلام حتى انتهاء الجهاز من القياس. تؤكد الإرشادات أن القياس يجب أن يتم في هدوء تام وتوقف الحركة خلال الفترة المحددة.
من الأخطاء الشائعة الاعتماد على قراءة واحدة فقط؛ فالممارسة الصحيحة تقضي بإجراء قياسين يوميًا لمدة 3–4 أيام ثم أخذ المتوسط. وتكون التوصية في المرة الأولى بالقياس في الذراعين وتحديد الأعلى، ثم استخدام تلك القراءة كمرجع. تتزايد الدقة مع تكرار القياس وتجنب الاعتماد على نتيجة واحدة قد تتأثر بالحالة النفسية أو المجهود.


