يأكل كثير من الناس وجباتهم بسرعة كبيرة سواء في الفطور أو الغداء أو العشاء. ويرتبط ذلك بتجاوز إشارات الشبع وبضغط زائد على الجهاز الهضمي نتيجة الانشغال بالمهام المتعددة. أظهرت تجربة منشورة في مجلة الغدد الصماء والتمثيل الغذائي أن تناول الطعام ببطء يزيد بشكل ملحوظ من مستويات الببتيد YY والببتيد المشابه للجلوكاجون-1، وهما هرمونان يشيران إلى الشبع مقارنة بتناول نفس الوجبة بسرعة. وهذا يوفر دليلًا فسيولوجيًا على أن الإسراع في الأكل يقلل من استجابات هرمون الشبع، مما يفسر ميل بعض الأشخاص إلى استهلاك سعرات حرارية أكثر والشعور بالشبع أقل عند الإسراع.

آثار الأكل السريع على المعدة والهضم

عند تناول الطعام بسرعة كبيرة، تدخل كميات كبيرة من الطعام إلى المعدة قبل أن تتسع تدريجيًا، فتمتد المعدة فجأة لاستيعاب هذا الحجم. وهذا الضغط المفاجئ يجعل المعدة تعمل بجهد أكبر وتبدأ عملية الهضم في الفم بالشكل الأقل اتساقًا مع احتياجات الهضم الجيد. وتؤخر إشارات الامتلاء إلى الدماغ، فيدفع كثيرون لإكمال الوجبة حتى وإن كانوا قد شبعوا، مما يزيد احتمال الإفراط في تناول الطعام وعسر الهضم. ونتيجة ذلك تشعر بثقل وانتفاخ فور انتهاء الوجبة.

لماذا يضعف الهضم عند السرعة؟

تبدأ عملية الهضم قبل وصول الطعام إلى المعدة، حيث يحلل المضغ الطعام ميكانيكيًا ويخلطه مع الإنزيمات التي تبدأ هضم الكربوهيدرات. عند تناول الطعام بسرعة، لا تؤدى هذه الخطوات الحاسمة بشكل كامل، وتصل المعدة قطعًا أكبر وأكثر كثافة من الطعام. يتطلب ذلك مزيدًا من الأحماض والإنزيمات ووقتًا أطول للهضم، وهذا قد يبطئ حركة الجهاز الهضمي ويؤدي إلى غازات وعسر هضم وتجشؤ.

التأثيرات طويلة المدى

على المدى البعيد، قد ترتبط العادة بزيادة مخاطر الارتجاع المعدي المريئي وتراكم دهون البطن ومتلازمة التمثيل الغذائي. كما قد يسهِم ذلك في سوء التحكم في نسبة السكر في الدم، ومع مرور الوقت قد تصبح حركة المعدة أبطأ نتيجة الحمل المستمر على الجهاز الهضمي. وبالتالي قد تبرز عوارض مزمنة من عسر الهضم والانتفاخ وعدم الراحة.

علامات تدل على أنك تأكل بسرعة

من العلامات الشائعة أنك تنهي وجباتك في أقل من عشر دقائق. وتظهر عليك الانتفاخات المتكررة والفواق والتجشؤ. كما قد تزداد لديك الرغبة في الشعور بالجوع سريعًا بعد فترة وجيزة من تناول الوجبات.

طرق تقليل سرعة الأكل

يمكن تقليل هذه الأعراض عبر الإبطاء في تناول الطعام ومضغ الطعام جيدًا. كما يساعد الاستماع إلى إشارات الشبع وتخصيص وقت كافٍ للوجبات في الوقاية من الإفراط في الأكل. وتؤكد الدراسات وجود ارتباط فسيولوجي بين سرعة الأكل وشعور الشبع، مما يعزز فاعلية تبني عادات أكل أبطأ.

شاركها.
اترك تعليقاً