أعلن الجنرال فابيان ماندون أمام رؤساء البلديات الفرنسية أن فرنسا يجب أن تقبل احتمال فقدان أبنائها في حال اندلاع حرب مع موسكو. وفقًا لقناة TF1 الفرنسية، قال إن لدى فرنسا المعرفة والقوة الاقتصادية والديموغرافية لردع النظام الروسي، لكن ما ينقصنا هو قوة الشخصية لقبول المعاناة من أجل حماية الهوية الوطنية. ودعا إلى مناقشة هذا الأمر في المجتمعات المحلية من أجل تهيئة السكان وتوعيتهم لاحتمالات الحرب.
المواقف الأوروبية والتحذيرات
تتابع أوروبا تحذيرات الحرب وتؤهب لمواجهة محتملة مع روسيا. أعلنت برلين حوافز لتشجيع الشباب على التجنيد في ألمانيا، بينما حذر مفوض الدفاع الأوروبي أندريوس كوبليوس من احتمال استهداف روسيا للمطارات الإسبانية بطائرات مسيّرة، وهو ما يعكس مخاطر قد تمس مطارات الدول الأوروبية الأخرى مثل الدنمارك وبلجيكا وإستونيا وبولندا ورومانيا. تعكس هذه التطورات قلق القارة وتدفع الدول إلى تعزيز قدراتها الدفاعية والتنسيق بين الجيوش وسياساتها الأمنية.
ردود الفعل الفرنسية والتحليل العسكري
أثارت تصريحات ماندون ردود فعل واسعة في فرنسا. قال المحلل العسكري برنارد نورلين، القائد السابق لسلاح القتال الجوي، إن التصريحات تثير القلق وأن احتمال الحرب مع روسيا ليس أمرًا مقبولاً لدى الفرنسيين، وهو ما يضع الواقع عند اختبار مدى مصداقية سياسة الردع. وأشار إلى أن اعتماد الشعب على استمرار الاطمئنان أدى إلى انخفاض في الاستعداد، وأن المطلوب هو تجاوز دوّامة الثقة الزائدة وإعادة رفع اليقظة. كما لفت إلى أن هدف الجنرال من هذه التصريحات هو إثارة ما يسمّيه بالصدمات الكهربائية لإعادة تقييم اليقظة الوطنية.
التوجيه الحكومي وخطط الاستعداد
أكدت الحكومة الفرنسية توصيات للمواطنين استعداداً لمواجهة محتملة مع روسيا، مع تعزيز الروح الدفاعية الوطنية باعتبارها القوة المعنوية التي لا تستطيع أي دولة مقاومتها بدونها. يتضمن الدليل الأساسي إعداد منزل بثلاثة أيام من المستلزمات الضرورية: ستة لترات من الماء للشخص، وطعام معلب، وأدوية أساسية، وراديو يعمل بالبطاريات، ومصباح يدوي. كما أوصى الدليل بإضافة ألعاب وكتب للتسلية وتخفيف التوتر، بحسب شبكة يورونيوز باللغة الإسبانية. وتأتي هذه التوجيهات ضمن مبادرة الجميع مسؤولون التي تقودها الحكومة مع سعيها لإطلاق خدمة عسكرية تطوعية تهدف إلى تعزيز الحماية الوطنية والمساهمة في مواجهة الأزمات والكوارث.


