يحذر الأطباء من أن السهر المتكرر ليالٍ طويلة لم يعد سلوكًا خاصًا بالكبار وحدهم، بل صار جزءًا من روتين أطفالنا بسبب الواجبات المدرسية والألعاب الإلكترونية ومقاطع الفيديو الممتدة حتى ساعات متأخرة. هذا النمط البسيط في ظاهره يسبب اضطرابًا داخليًا في أجسام الصغار خلال أيام قليلة، فالجسم النامي لا يحتمل الفوضى في أوقات النوم. تسهم كل ساعة من النوم العميق في دعم النمو والمناعة والتوازن العصبي، ومع تكرار السهر تتعطل هذه الدورة تدريجيًا.

خلل الساعة البيولوجية

يؤكد الأطباء أن الطفل الذي يسهر ليالٍ متتالية يبدأ جهازه العصبي في إعادة ضبط ساعته الداخلية كأن النهار والليل تبادلا الأدوار. وكنتيجة لذلك يصبح الجسم نشطًا خلال فترات الراحة وخاملًا عند الاستيقاظ، وتؤدي هذه الفوضى إلى اضطراب إفراز هرمونات النمو. ومع استمرار السهر لعدة أيام، يضعف جهاز المناعة ويزداد احتمال الإصابة بالعدوى، كما يفقد الجسم قدرته على مقاومة التعب والنشاط.

تأثير المزاج والشهية

يتأثر المزاج عند الأطفال سريعًا مع نقص النوم، وتظهر علامات التوتر والانفعال والقلق. كما تتغير الشهية بشكل واضح، فتنخفض أحيانًا أو تزداد الرغبة في أطعمة دهنية وحلوة. وتتأثر عملية النمو لأن إفراز هرمونات النمو يحدث بشكل رئيس أثناء النوم العميق.

الأداء الدراسي والذاكرة

يؤكد المتخصصون أن النوم عنصر أساسي في تكوين الذاكرة، إذ يعيد الدماغ أثناء النوم ترتيب المعلومات المخزنة. عندما تقل فترات النوم يضعف هذا التحويل من الذاكرة القصيرة إلى الذاكرة الطويلة، فيظهر النسيان وتشتت الانتباه في الصف. وبالتالي يفقد الطالب تدريجيًا القدرة على الاستفادة الكاملة من ما تعلمه خلال اليوم.

خطوات عملية لاستعادة التوازن

ينصح الأطباء بإعادة تنظيم ساعات النوم وبيئة النوم لتوفير مناخ هادئ يساعد الطفل على الدخول في النوم المبكر وبانتظام. يظهر أثر ذلك خلال أيام قليلة من الالتزام بروتين النوم في تحسن المناعة والقدرة على التركيز والمزاج. وينبغي أن يحرص الوالدان على تقليل العوامل التي تلهي الطفل عن النوم مثل الألعاب والمحتوى الرقمي حتى ساعات متأخرة.

شاركها.
اترك تعليقاً