تشير الدراسات إلى أن توقيت تناول الطعام مرتبط بشكل مباشر بكيفية استجابة الجسم للدهون والسكريات. فبينما قد تكون وجبة متأخرة ممتعة كطريقة للاسترخاء، إلا أنها قد تفتح الباب أمام اضطرابات هضمية وزيادة وزن دون أن نشعر. يوضح الأطباء أن الجسم لا يتعامل مع الأكل بنفس الطريقة خلال ساعات النهار والليل.

أثر الليل على التمثيل الغذائي

في الظروف العادية يظل معدل الأيض أعلى خلال النهار ثم ينخفض تدريجيًا مع اقتراب النوم. عندما يتناول الشخص وجبة دسمة قبل النوم، يصبح الجسم أقل قدرة على حرق السعرات ويحفظ الطاقة الزائدة كدهون. هذا الخلل في توازن الطاقة ليس فوريًا، لكنه مع الزمن يمكن أن يؤدي إلى زيادة الوزن ومقاومة الأنسولين.

كما تشرح الدراسات أن المعدة تفرز أحماض إضافية عند تناول الطعام قبل النوم مباشرة، ما يزيد احتمال ارتجاع الحمض للمريء وحدوث الحموضة. وتؤثر عملية الهضم النشطة على دورة النوم، فيشعر الشخص بالتعب حتى إذا نام ساعات كافية. كما قد يواجه البعض صعوبات في النوم أو الاستيقاظ المتكرر.

العلاقة بين الهرمونات والإحساس بالجوع

من المعروف أن هرموني اللبتين والغريلين يحكمان الشعور بالشبع والجوع. عند تناول الطعام ليلاً ينخفض مستوى اللبتين وتبقى إشارات الجوع مرتفعة، ما يجعل الشخص يشعر بالجوع حتى بعد وجبة كاملة. ذلك قد يدفع إلى استهلاك سعرات أعلى على امتداد اليوم دون وعي.

متى يكون الأكل آمنًا بعد المساء؟

يوصي أطباء التغذية بتحديد الوجبة الأخيرة قبل النوم بمدة لا تقل عن 3 ساعات. هذا يمنح المعدة فرصة إتمام الهضم قبل الاستلقاء. ويُفضل أن تكون الوجبة خفيفة وتحتوي على بروتين مثل الزبادي أو قطعة جبن أو حفنة من المكسرات غير المملحة. هذه الخيارات تمد الجسم بالطاقة دون ارتفاع حاد في مستويات الأنسولين.

نصائح لتجنب الرغبة في الأكل الليلي

يرتبط وجود الجوع الليلي غالبًا بتوزيع غير متوازن للسعرات خلال النهار. لذلك ينصح الخبراء بتوزيع السعرات بشكل متوازن: فطور غني بالبروتين والألياف، غداء معتدل، وعشاء مبكر. كما يفضل شرب الماء أو الأعشاب الدافئة عند الإحساس بالجوع ليلاً، فالعطش يتشابه مع الإحساس بالجوع في بعض الأحيان. وأيضًا يمكن ممارسة نشاطات مهدئة كالقرا ءة أو التأمل لشغل الذهن.

التوقيت أهم من المكونات

يتفق خبراء التغذية على أن التوقيت جزء حاسم في الحفاظ على توازن الجسم، فحتى النظام الغذائي الصحي يفقد فاعليته إذا أُكلت الوجبات في أوقات غير مناسبة. وتظهر الأبحاث أن الالتزام بمواعيد ثابتة يعزز استقرار مستويات السكر والكوليسترول، كما يعزز عمق النوم. ورغم اختلاف ظروف كل شخص، فإن التأخير المستمر للعشاء قد يجهد الساعة البيولوجية التي تنظم النوم والهضم.

شاركها.
اترك تعليقاً