يذكر تقرير صحي أن الشمس في فصل الشتاء ليست رفاهية بل ضرورة بيولوجية لصحة الجسد والعقل. ليست مجرد مصدر للدفء أو الضوء، بل هي محفز طبيعي لهرمونات السعادة ومصدر رئيسي لفيتامينات تؤثر في المناعة ووظائف الجسم. تشير الدلائل إلى أن التعرض المعتدل لأشعتها قد يساعد في تجنب أمراض موسمية وتوازن النفس بعد أسابيع من الطقس البارد والانغلاق داخل المنازل. يعتبر التعرض للشمس جزءًا أساسيًا من الروتين الصحي في الشتاء.

فيتامين د: خط الدفاع الأول

أشعة الشمس الصباحية هي العامل الأهم في تكوين فيتامين د في الجلد، وهو الفيتامين الذي يدعم المناعة ويقوّي العظام والعضلات ويساعد الجسم على امتصاص الكالسيوم. في فصل الشتاء يقل التعرض المباشر للشمس، فينخفض إنتاج هذا الفيتامين وتزداد الإصابات والإرهاق العام. لذلك يوصى بالحرص على التعرض للشمس يوميًا لمدة 10 إلى 15 دقيقة، ويفضل أن يكون ذلك في ساعات الصباح الأولى حيث تكون الأشعة مفيدة وآمنة. كما يُنصح بتغطية جزء بسيط من الجلد وابدأ التعرض تدريجيًا لتجنب الاحتراق.

التوازن النفسي والمزاج

مع قلة ساعات النهار وطول فترات الظلام، تزداد احتمالات الاضطراب العاطفي الموسمي الناتج عن نقص الضوء الطبيعي. وتعمل الشمس كعامل مساعد للمزاج، إذ تحفز الدماغ إفراز الدوبامين والسيروتونين المرتبطين بالشعور بالنشاط والحيوية. يمكن للجلسة القصيرة في ضوء الصباح قرب نافذة مشمسة أو التنزه في الضوء الأول من اليوم أن تحدث فرقًا ملموسًا في مستوى الطاقة والانتباه.

نوم أعمق ليلاً

الضوء الطبيعي خلال النهار يساعد الجسم على ضبط ساعته Biولوجية، وهو ما يؤدي إلى إفراز أفضل لهرمون الميلاتونين في المساء. الأشخاص الذين يقضون وقتًا كافيًا في ضوء النهار ينامون بعمق أكبر ويستيقظون بمزاج أفضل. فبضع دقائق من التعرض للشمس صباحًا قد تكون أفضل من أي منبه مسائي.

ضغط الدم والدورة الدموية

تشير دراسات متعددة إلى أن أشعة الشمس تحفز الجسم على إطلاق أكسيد النيتريك، وهو مركب يساعد على توسيع الأوعية الدموية وتخفيض ضغط الدم وتحسين تدفق الدم إلى الأعضاء. هذه الآلية تجعل من التعرض للشمس عاملًا مساعدًا طبيعيًا للوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية. لذا يعتبر التعرض المعتدل للشمس جزءًا من أساليب الصحة الشاملة في الشتاء.

طاقة وسعادة وحيوية

الشمس لا تغذي الجسد فحسب، بل الروح أيضًا. فالإحساس بدفئها على الجلد يطلق إشارات إيجابية للدماغ تعزز النشاط والدافعية. حتى في الأيام الباردة يكفي الخروج لمدة 15 دقيقة وتلقي الشمس على الوجه ليشعر الشخص بالانتعاش. إن التعرض الطبيعي للضوء يساعد الدماغ على الاستجابة كأنها حماية حياة طبيعية.

كيف نستفيد من شمس الشتاء بأمان

اختر الأوقات بين 9 صباحًا و11 صباحًا لتكون الأشعة لطيفة وآمنة، وابدأ بتعرض بسيط ثم ازدد تدريجيًا مع مراعاة إشارات جسمك. اكشف عن جزء بسيط من الذراعين أو الوجه دون الإفراط في التعرض. تجنب الزجاج المغلق، فالأشعة فوق البنفسجية المفيدة لا تمر عبره. احرص على التوازن بين الدفء والوقاية من البرد لتلتقط النور دون المعاناة من الصقيع.

شاركها.
اترك تعليقاً