أعلن فريق بحثي دولي يقوده باحثون من الولايات المتحدة وأوروبا أن تجربة جديدة أظهرت فعالية غرسة شبكية لاسلكية في استعادة جزء من الرؤية المركزية لدى المصابين بالضمور البقعي الجغرافي. ونشرت مجلة نيو إنغلاند الطبية النتائج في عدد حديث، لتشكل خطوة حاسمة نحو حلول قادرة على إعادة الإبصار لملايين المرضى. وأوضحت النتائج أن الغرسة المعروفة باسم PRIMA مكنت غالبية المشاركين من قراءة الحروف والكلمات بعد عام من المتابعة.
تفاصيل التجربة
شملت الدراسة 38 مشاركاً تجاوزوا الستين من العمر، يعانون جميعاً من فقدان شديد للرؤية المركزية نتيجة تدهور الخلايا الحساسة للضوء وتلف الطبقة الصبغية للشبكية. أكمل 32 مشاركاً المتابعة السنوية. حقق 26 من أصل 32 تحسناً سريرياً مهماً في حدة البصر، بينما تمكن 27 مشاركاً من استخدام الرؤية الاصطناعية داخل منازلهم لقراءة الأرقام والكلمات.
سجل المتوسط العام للتحسن 25 حرفاً على لوحة فحص النظر، وهو ما يعادل خمس خطوط كاملة، بينما حقق أحد المرضى تحسناً استثنائياً بلغ 59 حرفاً. ويوجد زرعة صغيرة بقياس 2×2 ملليمتر توضع تحت الشبكية لاستبدال الخلايا المفقودة. وتملك نظارات خاصة بكاميرا مدمجة تلتقط الصور وتُرسلها إلى الغرسة عبر ضوء قريب من الأشعة تحت الحمراء، فتصبح نبضات كهربائية تحفز الخلايا الشبكية المتبقية وتنقل المعلومات إلى الدماغ.
آلية عمل الغرسة
يعمل النظام عبر زرعة تحت الشبكية بقياس 2×2 ملليمتر لاستبدال الخلايا المفقودة. توجد كاميرا مدمجة في النظارات تقطع الصورة وتُرسلها إلى الغرسة عبر ضوء قريب من الأشعة تحت الحمراء، فيجرى تحويلها إلى نبضات كهربائية تحفز الخلايا الشبكية المتبقية وتنقل المعلومات البصرية إلى الدماغ. يسمح النظام للمريض بضبط التكبير والتباين لتحسين الأداء وفق البيئة المحيطة.
التوقعات والتأثير المستقبلي
قال البروفيسور خوسيه-ألان ساهل: “إنجاز لم يكن متخيلاً قبل خمسة عشر عاماً”. وأكد أن الغرسة لا تمنح رؤية مثالية لكنها تمنح المرضى قدرة وظيفية تكفي لتجاوز عتبة العمى القانوني في بعض الحالات. وتبرز هذه النتائج كخطوة مهمة في مسار تحسين الحياة لدى مرضى الضمور البقعي المتقدم.
التقدم التنظيمي والبحوث
أعلنت شركة Science Corporation تقديم طلبات رسمية لاعتماد الجهاز سريرياً في أوروبا والولايات المتحدة. كما يواصل الباحثون تطوير تقنيات إضافية لتحسين جودة الرؤية وزيادة قدرتها على استعادة تفاصيل دقيقة. هذه الجهود تمثل مرحلة جديدة في مجال إعادة الإبصار للمصابين بالضمور البقعي المتقدم.
خلاصة وآفاق مستقبلية
تعكس هذه التطورات مرحلة جديدة في علاج فقدان الرؤية لدى مرضى الضمور البقعي المتقدم. وتفتح الأبواب أمام مزيد من العلاجات التي تستهدف استعادة جزء من الرؤية المركزية للمصابين الذين فقدوا قدراتهم البصرية. يظل تحسين القدرات البصرية وتقييم النتائج أمراً ضرورياً لضمان سلامة المرضى وفعالية الأجهزة.


