تؤكد منظمة الصحة العالمية أن أمراض الكبد تشهد تزايداً عالمياً، حيث تسجل أكثر من مليوني وفاة سنوياً مرتبطة بمشاكل كبدية. كما يوضح المصدر أن الحفاظ على صحة الكبد ضروري للصحة العامة، لكن كثيرين لا يدركون المخاطر الكامنة في المشروبات اليومية. وتؤثر اختياراتنا اليومية للمشروبات بشكل مباشر في وظيفة الكبد وتقييم صحته على المدى الطويل.

المشروبات الشائعة التي قد تضر الكبد

المشروبات الغازية

تحتوي المشروبات الغازية العادية على سكريات مضافة كثيرة، وتأتي علبة واحدة بسكر يفوق الحد اليومي الموصى به. ويرتبط الاستهلاك المفرط لها بتطور مرض الكبد الدهني غير الكحولي NAFLD، حيث تتراكم الدهون في خلايا الكبد. كما أن الإفراط في شربها يضغط على الكبد ويمكن أن يؤثر سلباً في وظائفه، خصوصاً لدى من يعانون من مشاكل صحية أخرى. لذلك يعتبر تقليل استهلاكها خطوة مهمة للحفاظ على صحة الكبد.

المشروبات الغازية الدايت

تحتوي المشروبات الغازية الدايت على محليات صناعية مثل الأسبارتام والسكرالوز، وهي محليات قد تؤثر في أيض الكبد وتخل بميكروبيوم الأمعاء. كما قد تزداد مخاطر مقاومة الإنسولين مع الاستخدام المتكرر. لذا يفضل الحد من هذه المشروبات أو استبدالها بماء أو بمشروبات بدون سكريات. الاعتدال في الاستهلاك يقي من التحميل السكري على الكبد.

مشروبات الطاقة

تحتوي مشروبات الطاقة على كافيين وتورين، إضافة إلى السكر أو المحليات الصناعية. قد يؤدي الإفراط في تناولها إلى تسمم الكبد وإرهاق وظائفه، خصوصاً عند مزجها مع الكحول أو أدوية أخرى. ينصح بالحد من استخدامها والاعتماد على بدائل صحية مثل الماء أو العصائر الطبيعية غير المحلاة. يجب استشارة الطبيب في حال وجود أمراض كبدية سابقة أو استخدام أدوية تؤثر على الكبد.

الشاي المثلج المحلى

يحتوي الشاي المثلج المحلى على كميات كبيرة من السكر، ما يرفع خطر تراكم الدهون في الكبد والالتهاب عند الإفراط في شربه. يمكن استبداله بالشاي غير المحلى أو بماء مع قليل من الليمون. الاعتدال في الشرب يساعد على تقليل الضغط على الكبد والحفاظ على الترطيب الصحي.

عصائر الفاكهة المعبأة

غالباً ما تُسوق عصائر الفاكهة المعبأة كخيار صحي، لكنها تحتوي تركيزات عالية من الفركتوز تثقل الكبد. كما تفتقر في الغالب إلى الألياف التي تبطئ امتصاص السكر، مما يجعل الكبد يعمل بسرعة لاستقلاب كميات كبيرة من السكر. يفضل تحضير العصائر في المنزل أو اختيار أنواع تحتوي على ألياف، أو استبدالها بتناول ثمرة فاكهة كاملة تحتوي على ألياف طبيعية. بذلك يحافظ الجسم على توازن السكر دون تحميل الكبد عبئاً زائداً.

مشروبات القهوة المنكهة

تشمل القهوة المنكهة مثل اللاتيه والموكا والقهوة المثلجة كميات كبيرة من السكر والسعرات الحرارية، وهذا يجعل الكبد يتعامل مع فركتوز وجلوكوز إضافيين. بالمقابل، ترتبط القهوة العادية بانخفاض خطر أمراض الكبد المزمنة بفضل مضادات الأكسدة فيها. لذا يُفضل اختيار القهوة غير المحلاة والاعتدال في عدد الكؤوس اليومية وتجنب إضافة السكر بكميات كبيرة. على المدى الطويل، هذا الاختيار يخفف الضغط على الكبد.

مشروبات الحليب المنكهة

يحتوي الحليب المنكه مثل الشوكولاتة والفراولة على سكريات مضافة قد تزيد دهون الكبد مع الاستهلاك المنتظم، رغم قيمته الغذائية. من الأفضل اختيار حليب قليل السكريات أو غير المحلى والاعتدال في الكمية. يمكن الاعتماد على بروتينات أخرى وخيارات غير محلاة للحفاظ على صحة الكبد وتجنب زيادة الدهون في الكبد. كما يساهم الاختيار الواعي في تقليل المخاطر المرتبطة بالسكر المضاف على المدى الطويل.

شاركها.
اترك تعليقاً