تقوم الكلى بتصفية الفضلات وتوازن السوائل وتنظيم ضغط الدم وغيرها من الوظائف الحيوية. لكنها قد تتعرض للأذى نتيجة استخدام أدوية مصممة لمساعدتنا أحياناً. هناك خمس فئات معروفة من الأدوية قد تضر الكلى وتؤثر على وظائفها إذا لم يتم استخدامها بمراقبة مناسبة.
الأدوية المضادة للالتهابات غير الستيرويدية
تُستخدم مضادات الالتهاب غير الستيرويدية كمسكنات قوية، مثل الإيبوبروفين والنابروكسين والديكلوفيناك. إلا أنها تثبط إنتاج البروستاجلاندين الذي يساهم في توسيع الأوعية الدموية في الكلى، ما يقلل تدفق الدم إليها. يقل تدفق الدم إلى الكلى بشكل ملحوظ عندما يكون الشخص معرضًا للجفاف أو نقص حجم الدم، وهذا يجعل الكلى أكثر عرضة للإصابة. على المدى الطويل قد يسبب الاستخدام المستمر مضاعفات مزمنة مثل التهاب كلوي مزمن أو تراجع تدريجي في الأداء الكلوي.
المضادات الحيوية الأمينوغليكوزيدية
الأمينوغليكوزيدات هي فئة من المضادات الحيوية تستخدم لعلاج عدوى بكتيرية خطيرة، وتتراكم في الخلايا الأنبوبيّة القريبة من الكلى. مع مرور الوقت تتكوَّن أنواعها من الأكسجين التفاعلية وتؤدي إلى نخر الخلايا وتضر بوظائف الكلى. غالباً ما تتحسن وظائف الكلى عند التوقف عن الدواء، لكن الشفاء ليس دائماً كاملاً خاصة مع الجرعات التراكمية العالية أو طول فترة العلاج. العلامات المبكرة لسمية الكلى تشمل ارتفاع الكرياتينين، انخفاض إنتاج البول، واختلال توازن الكهارل، وهذا يجعل المتابعة الدقيقة ضرورية.
فانكومايسين وجليكوببتيدات أخرى
الفانكومايسين مضاد حيوي قوي يُستخدم في علاج الالتهابات البكتيرية المقاومة، ولكنه ليس آمناً للكلى. يُعرف أن له مخاطر على الكلى خاصة عند استخدامه بجرعات عالية أو مع وجود سموم كلوية أخرى مثل الأمينوغليكوزيدات. قد يؤثر وجود حالة صحية سابقة مثل عدوى شديدة على الوضع العام، لكن الفانكومايسين وحده قد يزيد من احتمال حدوث تلف كلوي حاد. تشمل عوامل الخطر وجود مستويات مرتفعة من الكالسيوم، واستخدامه لفترة طويلة، وتداخله مع أدوية أخرى تضغط على الكلى.
عوامل التباين الإشعاعي
قد تسبب أصباغ التباين المستخدمة في التصوير مثل التصوير المقطعي المحوسب وتصوير الأوعية الدموية اعتلال الكلية الناتج عن التباين. يمكن لهذه العوامل أن تقلل تدفق الدم الكلوي وتثير إجهاداً أكسدياً وتسبب سمية أنبوبيّة مباشرة، وهذا يشكل خطورة خاصة في وجود نقص في وظائف الكلى أو جفاف. قد تكون هذه التأثيرات قابلة للعكس في كثير من الحالات إذا تمت المراقبة والإدارة الفورية، لكنها قد تؤدي إلى فشل كلوي حاد إذا زادت شدتها أو ترافقت مع عوامل أخرى. الوقاية تتم عبر ترطيب المريض واستخدام صبغات تباين أقل ضرراً وتقييم المخاطر قبل الإجراء.
الأدوية التي تؤثر على ديناميكا الدم الكلوي
تشمل مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين وحاصرات مستقبلات الأنجيوتنسين أدوية رئيسية في إدارة ارتفاع ضغط الدم والقصور القلبي وأمراض الكلى، لكنها قد تؤدي في بعض الحالات إلى تدهور وظائف الكلى مؤقتاً. توسع هذه الأدوية الشرايين الدقيقة المشاركة في ترشيح الدم في الكلى، مما يخفض ضغط الكبيبات، وهو عادة مفيد، ولكنه قد يسهم في تلف كلوي حاد إذا ارتبط بالجفاف أو مع مضادات الالتهاب غير الستيرويدية أو مدرات البول أو انخفاض مفاجئ في حجم الدم. رغم أن التدهور غالباً ما يكون قابلاً للعكس، فإن الأمر يتطلب متابعة دقيقة وقياس مستمر لوظائف الكلى وتوازن السوائل. تشمل عوامل الخطر وجود مستويات مرتفعة من الكالسيوم، والعلاج لفترات طويلة، والاستخدام المشترك لأدوية أخرى تضغط على الكلى.


