تعريف الحجامة العلاجية
تعد الحجامة العلاجية من أقدم أشكال الطب البديل في العالم. تعتمد هذه الممارسة على وضع أكواب خاصة على الجلد لبضع دقائق بهدف تحفيز الشفط وتعديل تدفّق الدم. يستخدمها المعالج لتخفيف الألم والالتهاب والاسترخاء كنوع من تدليك الأنسجة العميقة. تعتبر خياراً علاجياً مكملاً ولا تُعد بديلاً للعلاجات الطبية الأساسية.
ترجع فكرة الحجامة إلى ثقافات مصر القديمة والصين والشرق الأوسط، وتظهر في بردية إيبرس كأحد أقدم الكتب الطبية. يُروى أنها كانت تستخدم لعلاج الحمى والألم والدوخة ومشاكل الدورة الشهرية وأمراض أخرى. على مر العصور تطورت الطرق لتشمل الحجامة الجافة والرطبة ثم الأساليب الحديثة التي تعتمد على الشفط الآلي.
أنواع الحجامة
هناك نوعان رئيسيان للحجامة: الجافة والرطبة. في الحجامة الجافة يضع المعالج أكواب لخلق فراغ وشفط بسيط من سطح الجلد. أما الحجامة الرطبة فتشمل جروحاً بسيطة للسماح بخروج كمية قليلة من الدم. في الطريقة التقليدية المعروفة بالحجامة النارية، يوقد داخل الكوب مصدر لهب ثم يوضع على الجلد.
أصبحت النسخ الحديثة من الحجامة تستخدم مضخة مطاطية بدلاً من النار لخلق الفراغ داخل الكأس. يحدث الفراغ نتيجة شفط الهواء تدريجيًا، ما يجعل البشرة تتورد وتنتفخ عند موضع الكأس. وتُستخدم الحجامة في مناطق مختلفة من الجسم وفقاً للاحتياجات العلاجية وتقييم المختص.
أشهر الرياضيين الذين استخدموا الحجامة
يُشار إلى أن عدداً من الرياضيين العالميين استخدموا الحجامة لتعزيز الأداء والتعافي. من أبرز هؤلاء كريستيانو رونالدو ومايكل فيليبس، حيث ظهرت علامات الحجامة على مناطق مختلفة من أجسامهما. يُروّج البعض لهذه الممارسة كخيار إضافي للمساعدة في تخفيف الإجهاد وتحسين الاستشفاء قبل المنافسات.
كما شارك كريم بنزيمة وكايلي تشالمرز وأليكس نودور في تطبيق الحجامة كجزء من علاجه والتعافي من الإصابات. وتظهر علامات الحجامة غالباً على الظهر أو الكتفين خلال فترات الراحة والتعافي من التدريب. تشير تقارير إعلامية إلى أن الحجامة قد تساهم في تقليل الإجهاد العضلي وتسهيل الاستعداد للمنافسات.
فوائد العلاج بالحجامة
تشير بعض التقارير إلى أن الحجامة قد تساهم في تخفيف الألم وتقليل الالتهاب في بعض الحالات. مع ذلك لا توجد حتى الآن أدلة قاطعة تدعم فعاليتها كعلاج رئيسي. وبناء عليه تعتبر الحجامة خياراً تكميلياً وليس بديلاً عن العلاجات الطبية المعتمدة.
علامات الحجامة وآثارها
تترك أكواب الشفط علامات دائرية على الجلد عادةً. يتراوح لون العلامة بين الوردي الفاتح والأرجواني وفقاً للون البشرة وقوة الضغط المستخدم. عادةً ما تختفي هذه العلامات خلال يوم إلى عشرة أيام.
أماكن التطبيق وموانع الاستخدام
تُستخدم الحجامة عادة على الظهر والصدر والبطن والأرداف لأنها مناطق ذات كثافة عضلية عالية. وتكون الأهداف على تلك المناطق مرتبطة بتخفيف الألم والاسترخاء وتحسين التدفق الدموي. أما المناطق الأقل استخداماً فهي الذقن وتاج الرأس والفخذين والرقبة والكتفين.
قد تحتاج إلى تجنب الحجامة في حالات السرطان وفشل الأعضاء واضطرابات التخثر الدموي. كما يفضل تجنبها عند وجود أمراض في جهاز تنظيم ضربات القلب أو أمراض القلب والأوعية الدموية وارتفاع الكوليسترول أو عدوى نشطة. يجب عدم إجراء الحجامة أثناء الحمل أو أثناء فترة الحيض أو لدى كبار السن أو الأطفال دون 18 عاماً، أو خلال تناول أدوية لتسييل الدم.


