تعلن وزارة الأوقاف، بالتنسيق مع وزارة التربية والتعليم، تنظيم أكثر من 598 قافلة دعوية في مدارس عبر عدد من المديريات تحت عنوان: التعاون بين الجيران جسور للمحبة والتراحم. تسعى القوافل إلى تعزيز الوعي الديني والقيمي لدى الطلاب، وتتبنى رسائل تربوية تركز على مواجهة الإرهاب والتطرف والتصدي للتراجع القيمي والأخلاقي. وتُعتبر هذه القوافل جزءًا من محاور الخطة الدعوية الهادفة إلى بناء الشخصية المصرية الوطنية على أسس دينية راسخة تساهم في صناعة الحضارة. وتؤكد أن الهدف هو ترسيخ قيم العلم والانضباط والخلق القويم، وتبيان دور طالب العلم في بناء نفسه ومجتمعه ووطنه، مع تعزيز روح التكافل وحسن الجوار كقيمة أصلية في المجتمع المصري.
أطر التنفيذ والهدف العام
وتستمر القوافل في الفترة من 23 نوفمبر وحتى 27 نوفمبر 2025، وفق مسار عملي يوزع على المدارس، وتتركز رسالتها على ترسيخ قيم العلم والانضباط والخلق القويم لدى الطلاب. كما تعزز وعيهم بدور طالب العلم في بناء نفسه ومجتمعه ووطنه، وتفتح أمامهم آفاق التكافل والتعاون وحسن الجوار كقيمة أصيلة في المجتمع. وتؤكد ما تحمله من رسالة تربوية تؤطر سلوك الطلبة وتغذيهم بقيم إيجابية تدعم الاستقرار الوطني.
ملامح العلاقة الشرعية مع الجار
أوضح الدكتور هشام عبد العزيز، أحد علماء وزارة الأوقاف، أن الشريعة الإسلامية أولت الجار عناية كبيرة واعتبرتُه ركيزة لاستقرار المجتمع وترسيخ القيم الإنسانية بين أفراده. وأشار إلى أن تنظيم حياة الإنسان في الإسلام يبدأ بضبط علاقة الإنسان بالآخرين، وأن للجار مكانة خاصة تعكسها مقولة الجار قبل الدار وتجد جذورها في التعاليم الشرعية. وأوضح أن حقوق الجار تختلف باختلاف نوع العلاقة فهناك جار له ثلاثة حقوق هي الجوار والقرابة والدين، وآخر له حقان، بينما يثبت لبعض الجيران حق واحد وهو حق الجوار فقط كما في جارة غير المسلم. وأكد أن الإحسان إلى الجار واجب ثابت حتى وإن لم يقابل الطرف الآخر ذلك بالمثل، موضحًا أن السلام والسؤال والتودد من وصايا النبي صلى الله عليه وسلم التي يجب المحافظة عليها.
وأشار إلى أن البعض يتجه إلى الانغلاق وعدم البناء على العلاقات مع الجيران في أماكن السكن الحديثة، بينما يحث الإسلام على التواصل الطيب والتعامل الحسن مع الجميع حتى في حالات الاختلاف الديني، مؤكدًا أن سمو الدين يظهر في حسن الخلق مع المختلفين. وشدد على أن الحد الأدنى من التعامل مع الجار يتلخص في إلقاء التحية والسؤال عنه مع احترام خصوصيته وعدم اقتحام شؤونه الشخصية، مبينًا أن المقـصود هو تطبيق الوصية النبوية دون تجاوز الحدود. وأكد أن الجار صاحب المكانة يستحق التقدير والتواصل، وأن حسن التعامل معه يعكس جوهر الدين وقيمه السامية.
وختم الدكتور أن البر بالجار واجب شرعي لا مجال للتهاون فيه، وهو أحد الأسس التي يقوم عليها مجتمع متماسك تسوده المودة والتعاون، بعيدًا عن أي اعتبارات دينية أو اجتماعية أو عرقية. كما أشار إلى أن هذه القيم تشكل ركيزة للعمل الدعوي والتثقيفي، وتدعم استعادة الهوية الوطنية وبناء حضارة قائمة على التسامح والتعاون بين الجميع. وتؤكد التوجيهات والبرامج الميدانية أن الالتزام بحسن الجوار يعزز النسيج المجتمعي ويدفع نحو مجتمع آمن ومتماسك.


