تعلن فرنسا ودول أوروبية كبرى تعزيز قدراتها العسكرية ونشر قوات إضافية على الحدود الشرقية، مع التحضير لسيناريوهات محتملة تشمل تصاعد النزاعات في أوروبا. وتتزامن هذه الخطوات مع تحركات دبلوماسية مكثفة تشمل اجتماعات وزراء الدفاع والخارجية لتنسيق الخطط الاستراتيجية وضمان استجابة موحدة وسريعة لأي تهديد أمني محتمل. وتؤكد باريس وبروكسل أن هذه الإجراءات تأتي في إطار الدفاع عن السيادة الأوروبية وحماية الحلفاء. وتبقى الإشارات إلى أن الهدف الأساسي هو تعزيز الأمن الأوروبي وحماية الحلفاء.
التعبئة العسكرية والدبلوماسية
تتواكب الحشود العسكرية مع تحليلات عسكرية غربية تفيد بأن مخاطر التصعيد بين القوى الكبرى ارتفعت، وهو ما يدفع فرنسا وحلفاءها إلى إعادة تقييم خطط الدفاع والجاهزية. وتؤكد هذه التصورات أن الهدف من هذه الإجراءات هو الدفاع عن السيادة الأوروبية وحماية الحلفاء. وتبرز الإشارات إلى أن التنسيق الأوروبي الموحد يمثل رادعاً قوياً أمام أي تهديد خارجي. وتدعو إلى تعزيز الاستعداد وتحسين آليات الاستجابة السريعة في حال تفاقم الوضع.
المخاطر والتوقعات الأمنية
تشير تحليلات عسكرية غربية إلى ارتفاع احتمالات تصاعد النزاعات الإقليمية إلى مواجهة عسكرية في ضوء التصعيد بين القوى الكبرى. وتدفع هذه التوقعات فرنسا وحلفاءها إلى إعادة تقييم خطط الدفاع والجاهزية الاحتياطية. وتؤكد هذه التحليلات أن التنسيق الأوروبي الموحد يمثل عامل ردع مهم أمام أي تهديد خارجي. وتدعو إلى الحفاظ على مستويات عالية من التنسيق وتبادل المعلومات بين الدول الأعضاء لتقليل المخاطر.
المواقف الوطنية والدور الألماني
فى فرنسا، أثارت تصريحات قائد أركان الجيش الجنرال فابيان ماندون جدلاً واسعاً عندما حث المواطنين على احتمال فقدان أبنائهم وتحمل أعباء اقتصادية للدفاع عن الوطن. وأوضحت وزيرة الدفاع كاثرين فوتريان أن الهدف من هذه التصريحات ليس إرسال الأبناء إلى ساحات القتال بل رفع الوعي الوطني وتعزيز الروح الدفاعية وتطوير الإنتاج الدفاعي المحلي. وبناء عليه أكدت السلطات أن الاستعداد يجب أن يكون وطنياً خلال الثلاث إلى الأربع سنوات القادمة. وقد أشار زعيم حزب فرنسا غير الخاضعة LFI إلى أن هذه التصريحات تتجاوز صلاحيات الجيش ويجب أن تصدر عن السلطات المدنية وتقرّها البرلمان.
نفذت ألمانيا إجراءات مواكبة لتعزيز القوات المسلحة، منها منح الرخص القيادة مجانًا وزيادة الرواتب الشهرية للجنود الجدد كحوافز للتجنيد التطوعي. وأوضح قادة الجيش أن هذه الخطوات ضرورية في ظل احتمال صدام روسي مع الناتو خلال العقد المقبل. وتؤكد الحكومة أن تعزيز القوة البشرية يشكل عامل ردع قوي لاستقرار أوروبا وتوفير جاهزية وطنية أقوى. وتستمر ألمانيا في دعم الإنتاج الدفاعي الوطني كجزء من الاستراتيجية الأوروبية الشاملة.
تعزيز الاستعدادات الأوروبية وأفاق الهجوم
أطلقت تقارير استخبارية أوروبية تحذيراً من إمكانية قيام روسيا بشن هجوم عسكري على دولة عضو في الناتو خلال السنوات القادمة، وهو ما دفع القادة الأوروبيين إلى رفع مستوى الجاهزية. وأشار مفوض الدفاع في الاتحاد الأوروبي أندريوس كوبليوس إلى احتمال استهداف المطارات الإسبانية بالطائرات المسيرة، مستنداً إلى تقارير حلف الناتو. وأضاف أن الهجمات قد تكون هجينة وتؤثر مباشرة على قطاع السياحة إذا عرقلت المطارات الحيوية. وحث على الاستعداد خلال السنوات المقبلة وتنسيق إجراءات دفاعية قوية عبر الاتحاد لضمان استقرار أوروبا.


