أعلنت ناسا وجامعة ويسكونسن-ماديسون في التسعينيات عن اختبار زراعة البطاطس البيضاء في الفضاء باستخدام نظام Astroculture. وُضِعت شرائح البطاطس في وسط يشبه الحصى وتُسِقت عبر نظام معايرة للمياه لضمان الري في بيئة مغلقة ومتحكم فيها. وبعد نحو 16 يوماً، نمت درنات صغيرة بقطر نحو 1.5 سم، ما أظهر إمكانية إنتاج درنات صالحة للأكل في الجاذبية المنخفضة. هذه التجربة مهدت الطريق لتطوير تقنيات الزراعة في بيئات فضائية محكومة ومغلقة.
تطور التجارب المبكرة
بعد عقدين من تلك التجارب، أطلقت ناسا ونظام Veggie على متن محطة الفضاء الدولية، وظهر الخس كأول محصول يأكله الرواد في المدار. كان الخس الأحمر الروماني من صنف Outredgeous جزءاً من مهمة Veg-01، حيث أنشئت له وسائد نباتية ورسّخت ظروف نموه بإضاءة LED مخصصة. قام الرواد بزراعة الخس ورعايته ثم حصده واستهلاكه، ما عزز القدرة على توفير غذاء طازج في المدار. هذا الإنجاز أظهر إمكان تقديم وجبات نباتية طازجة كجزء من نظام دعم الحياة.
إطلاق Veggie والخس في المدار
وُسّعت المحاصيل المستهدفة لتشمل فجل وخردل الميزونا والطماطم القزمة، باستخدام Veggie وبيئات نمو محسّنة. ثبت أن هذه المحاصيل يمكن أن تساهم في بناء نظام غذائي مستدام في المدار، مع إعادة تدوير الهواء والمياه وفوائد نفسية للطواقم. كما أظهرت التجارب أن الخس المزروع في المدار يظل آمنًا للاستهلاك عند تقييم سلامة الغذاء، وهو دليل على سلامة المكونات الغذائية. ويواجه العلماء تحديات في سلوك المياه ونمو الجذور في انعدام الجاذبية، لذا يعملون على تطوير آليات التوزيع والري لضمان استقرار النباتات.


