تشير الإحصاءات إلى أن سرطان القولون والمستقيم يعد من أكثر أنواع السرطان انتشاراً على مستوى العالم، حيث يحتل المرتبة الثالثة من حيث الشيوع بين الرجال والنساء بعد سرطان الجلد. وتبين أحدث الدراسات الطبية أن مخاطر الإصابة بهذا النوع تزداد مع التقدم في العمر، وغالباً ما يُشخّص لدى الأشخاص الذين تجاوزوا سن الخمسين. ومع ذلك، لوحظ في السنوات الأخيرة ارتفاع في الحالات بين البالغين الأصغر سنًا، حتى أصبح سرطان القولون أحد الأسباب الرئيسية للوفيات المرتبطة بالسرطان لدى الرجال تحت سن الخمسين. وتؤكد المصادر أن الاكتشاف المبكر يفتح باب الأمل للنجاة وتحسن خيارات العلاج.

تؤكد الإحصاءات أن معدل البقاء على قيد الحياة لمدة خمس سنوات يصل إلى نحو 90% عندما يبقى الورم محليًا ولم ينتشر، بينما ينخفض إلى 73% إذا امتد إلى المناطق المحيطة، ويهبط إلى 13% فقط عند وجود نقائل بعيدة. وهذا التفاوت الكبير يظهر قوة الأثر الناتج عن الاكتشاف المبكر والتدخل العلاجي المبكر. كما تشير إلى أن ملاحظة التغيرات غير الطبيعية في البراز قد تكون أول علامة دالة على وجود مشكلة كبيرة في الأمعاء. لذلك يجب أن تكون اليقظة تجاه هذه الإشارات جزءًا من الفحص الصحي الروتيني.

علامات مبكرة في البراز

يظهر براز رقيق مثل قلم الرصاص كإشارة محتملة، حيث إذا نما الورم داخل جدار القولون أو المستقيم قد يضغط على القناة التي تمر بها الفضلات فيخرج البراز بشكل أرق من المعتاد وأحياناً يشبه قلم الرصاص. رغم أن هذه العلامة قد تكون ناجمة عن الإمساك أو تشنجات القولون، إلا أن استمرارها مع وجود دم أو ألم في البطن يجعلها إشارة لا تُترك دون متابعة. ينصح باستشارة الطبيب لتقييم الوضع وخطط المتابعة.

يظهر الدم في البراز كعلامة قلق، فرغم أن البواسير أو الشروخ الشرجية قد تكون أسباب بسيطة، إلا أن وجود نزف مستقيمي يظهر لدى مرضى سرطان القولون في مراحله المبكرة. لا يجوز تجاهل الدم خصوصاً إذا كان داكن اللون أو مختلطاً بالبراز، أو تكرر بشكل مستمر. ينبغي إجراء فحص عند وجود دم مستمر في البراز.

يظهر وجود مخاط في البراز عادة لتسهيل حركة الأمعاء، ولكنه إذا كان بكميات كبيرة أو متكرراً مع دم أو ألم بطني قد يشي بإشكال أوسع. قد يحدث المخاط نتيجة التهيّج في بطانة الأمعاء أو بسبب وجود ورم يثير التهيّج. حين يرافق المخاط دمًا أو ألمًا مستمرًا يجب متابعة الطبيب.

يظهر الإسهال المستمر كإشارة مقلقة عندما يستمر لفترة طويلة دون سبب واضح. قد يصاحبه فقدان وزن غير مبرر وتغير في طبيعة البراز وألم في البطن. رغم أن الإسهال قد ينتج عن عدوى أو تغيّر في النظام الغذائي، فإن استمراره لأكثر من شهرين يستدعي مراجعة الطبيب.

أعراض إضافية يجب الانتباه لها

تغيّرات متكرّرة في عدد مرات الإخراج أو قوام البراز قد تكون من العلامات المبكرة. ألم مستمر في الحوض قد يلتبس مع آلام الدورة الشهرية لدى النساء، لذلك يجب مراعاة أي ألم مستمر لا يتصل بالدورة. كما قد يصاحب ذلك انتفاخ غير مبرر وفقدان وزن مفاجئ.

تشير الصحة العامة إلى أن الاكتشاف المبكر يرفع فرص العلاج الناجح، وتؤكد ضرورة مراجعة الطبيب إذا استمرت الأعراض لأكثر من شهر. فالتقييم الطبي المبكر يساعد في منع تطور المرض وتحسين النتائج العلاجية. وفي حال وجود تغير مستمر في الأعراض يجب اتباع الإرشادات الطبية وتحديد الفحوص اللازمة.

شاركها.
اترك تعليقاً