تغيّرات الدماغ مع التقدّم في العمر

تشير الأبحاث إلى أن الدماغ يتغيّر مع التقدّم في العمر، حيث يتباطأ تدفق الدم إلى الدماغ وتقل مستويات بعض النواقل العصبية مثل الدوبامين والسيروتونين والآستيل كولين. وتؤثر هذه التغيرات في الذاكرة والمزاج والتركيز بشكل واضح. كما يبيّن الخبراء أن الإجهاد التأكسدي والالتهاب المزمن من أبرز العوامل التي تسهم في التدهور الإدراكي مع الزمن. ومع ذلك تظل هناك جوانب من القدرة العقلية تتحسن مع العمر مثل الحكمة والمفردات، بحسب ما توصلت إليه الدراسات.

الأطعمة التي تعزز صحة الدماغ

يؤكد الشاي الأخضر والأسود على وجود مضادات أكسدة قوية مثل الكاتيكين والفلافونويدات، بالإضافة إلى إل-ثيانين والكافيين. هذه المكونات تسهم في تعزيز اليقظة والتركيز ووضوح الذهن. كما يمكن أن يساهم شرب الشاي بانتظام في دعم الذاكرة على المدى المتوسط.

يعزز عين الجمل توافر أحماض أوميغا 3 الدهنية ALA، إضافة إلى المغنيسيوم الذي يدعم إنتاج الطاقة في مناطق الدماغ المرتبطة بالذاكرة. ويمكّن هذا الدعم الخلايا الدماغية من أداء وظائفها بشكل أكثر كفاءة. ويرتبط استهلاك الجوز بتحسين الأداء المعرفي والتعلم لدى بعض الأشخاص مع التقدم في العمر.

يحتوي الفطر على مضادات أكسدة مثل الإرغوثيونين التي تقي خلايا الدماغ من الإجهاد والالتهابات. كما يوفر فيتامينات ب وأحماض أمينية ضرورية لوظائف الدماغ. يمكن إدراج الفطر كعنصر منتظم في نظام غذائي صحي يدعم الأداء المعرفي مع التقدم في العمر.

تزود الأسماك الدهنية مثل السلمون والسردين الدماغ بحمض DHA الضروري لبناء أغشية الخلايا الدماغية. يؤدي DHA إلى دعم الذاكرة وتحسين الوظائف المعرفية على المدى الطويل. ويُوصى بتضمينها مرتين أسبوعيًا كجزء من نمط غذائي مستدام لصحة الدماغ.

يعزز التوت الأزرق القدرة على التذكر بفضل وجود مركّب الأنثوسيانين كمضاد أكسدة قوي. يقلل الإجهاد التأكسدي في الدماغ ويدعم الاتصالات العصبية. ويمكن أن يساهم ذلك في تأخير مظاهر التدهور المعرفي المرتبط بالعمر.

تقدّم الخضروات الورقية مثل السبانخ والكرنب حمض الفوليك وفيتامين K واللوتين المهم للحماية العصبية. هذه المكونات تساهم في دعم وظائف الدماغ وتواجه التدهور الإدراكي مع التقدم في العمر. يُوصى بإدراجها بانتظام ضمن النظام الغذائي اليومي لتعزيز صحة الدماغ.

الأطعمة التي يجب تجنبها

ينصح بتقليل الأطعمة المصنعة التي تحتوي على سكريات مضافة وحبوب مكررة وزيوت متحولة لأنها ترفع الالتهاب وتقلل من استجابة الدماغ للأنسولين. وهذه العوامل تزيد من مخاطر التدهور الإدراكي ومرض الزهايمر مع مرور الوقت. كما يجب الحذر من الأطعمة العالية في الصوديوم والنترات والإضافات الصناعية والمبيدات والمعادن الثقيلة، لأنها تؤثر سلباً على الذاكرة والتركيز على المدى الطويل.

كما ينبغي توخي الحذر من تناول الأطعمة المصنعة عالية الملح والمواد الحافظة والمواد الكيميائية الضارة التي قد تسهم في التدهور الإدراكي وتغيرات في الانتباه والتركيز مع العمر. تجنّب الإفراط في استهلاك الأطعمة السريعة لأنها غالبًا ما تفتقر إلى القيم الغذائية وتزيد من الالتهابات في الجسم. اختر بدائل صحية من الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة لتعزيز الصحة الدماغية بشكل مستدام.

نصائح عملية للحفاظ على صحة الدماغ

ابدأ بإدراج المكسرات والفطر والشاي ضمن روتينك اليومي، فهذه العناصر توفر مغذيات داعمة للصحة الدماغية. تناول الأسماك الدهنية مرتين على الأقل أسبوعيًا يعزز مخزون DHA الضروري لبنية الخلايا الدماغية والدعم المعرفي. زد من استهلاك الخضروات والفواكه الطازجة للحصول على فيتامينات ومركبات مضادة للأكسدة. قلل من الأطعمة المصنعة والمعلبة قدر الإمكان لتقليل الالتهاب وتحسين استجابة الدماغ للأنسولين.

شاركها.
اترك تعليقاً