مراحل نزلات البرد ومدة كل مرحلة
توضح هذه المراجعة أن نزلات البرد تمر عبر أربع مراحل رئيسة، تبدأ بالحضانة وتنتهي بالتعافي، مع تحديد مدة كل مرحلة وتأثيرها على الأعراض. تختفي معظم نزلات البرد خلال 7 إلى 10 أيام، بينما قد يستمر السعال والاحتقان لأسابيع حسب العمر والصحة ونوع الفيروس. كما أن الأعراض تتفاوت في القوة وتظهر في أوقات مختلفة وفقاً للفرد وحالته المناعية. يمكن القول إن الاختلافات بين الأشخاص تبيّن مدى أهمية متابعة الحالة وتقديم الرعاية المناسبة.
المرحلة الأولى: الحضانة هي الفترة بين دخول الفيروس إلى الجسم وظهور الأعراض. عادةً تكون الحضانة قصيرة وتظهر الأعراض خلال يومين إلى ثلاثة أيام، وقد تختلف المدة حسب نوع الفيروس. المرحلة الثانية هي الأعراض المبكرة التي تستمر عادة ليوم أو يومين وتبدأ بالحكة في الحلق وتطورها إلى التهاب الحلق وسيلان الأنف والعطس والتعب. عندما تظهر الأعراض يصبح المصاب معدياً ويكون من الضروري اتباع إجراءات الوقاية مثل البقاء في المنزل وتغطية الفم والأنف عند السعال أو العطس وتكرار غسل اليدين.
المرحلة الثالثة تعرف بذروة الأعراض وتستمر عادة من يومين إلى أربعة أيام، وفي هذه الفترة قد تزداد شدة الأعراض وتظهر علامات مثل آلام الجسم واحتقان الأنف والسعال وفقدان حاستي الشم والتذوق في بعض الحالات. قد يصاحبها ألم في الأذن وارتفاع بسيط في الحرارة، خصوصاً عند الأطفال، وتظهر هذه الأعراض نتيجة استجابة الجهاز المناعي للعدوى الفيروسية. المرحلة الرابعة هي التعافي التي تبدأ بانتهاء الذروة وتستمر حتى اختفاء الأعراض تماماً، مع احتمال استمرار بعض الأعراض لمدة تصل إلى أسبوعين إضافيين خاصة السعال المستمر.
السعال التالي للعدوى قد يستمر حتى ثمانية أسابيع في بعض الحالات بسبب التهاب خلف الأنف المزمن، وهو أمر أكثر شيوعاً مع الإنفلونزا وكوفيد-19، ولكنه قد يحدث أيضاً مع نزلات البرد الشديدة. عادةً لا يكون المصاب بالسعال المستمر معدياً طالما اختفت الأعراض الأخرى، ما دام أن سيلان الأنف الخلفي مستمراً. يظل هؤلاء المرضى بحاجة للمتابعة إذا استمر السعال أو ظهرت علامات جديدة تستدعي التقييم الطبي.
العوامل المؤثرة في مدة نزلة البرد
تؤثر عدة عوامل في مدة الشفاء، فالأشخاص ذوو المناعة القوية عادةً ما يشفون خلال أيام قليلة، بينما قد تتطور الأعراض وتطول لدى كبار السن والأطفال أو عند وجود أمراض كامنة. العمر والحالة العامة للصحة من أهم العوامل، إضافة إلى وجود أمراض كالتهاب الربو أو مرض الانسداد الرئوي المزمن وضعف الجهاز المناعي بسبب العلاج الكيميائي.
تشمل عوامل الخطر سوء التغذية والتدخين والحالة العامة المنخفضة، كما أن وجود حالات مزمنة يجعل التعافي يأخذ وقتاً أطول ويزيد احتمال حدوث مضاعفات. من المهم متابعة الرعاية الطبية في حال استمرار الأعراض أو ارتفاع الحرارة لأن ذلك قد يشير إلى مضاعفات تتطلب علاجاً مناسباً.
نصائح الوقاية من نزلات البرد
لا يمكن منع الإصابة بنزلة البرد بشكل مطلق، لكن يمكن تقليل فرص العدوى عبر اتباع إجراءات وقائية يومية. يوصى بارتداء القناع في الأماكن المغلقة خاصة عند وجود تجمعات قد يكون فيها أشخاص لا يعرف مدى مناعتهم. كما يساعد الالتزام بالنظافة الشخصية وتغطية الفم والأنف عند السعال والعطس وتكرار غسل اليدين في الحد من انتشار العدوى.
يجب الحفاظ على تدفئة الجسم أثناء الأنشطة الخارجية والحرص على ترطيب الجسم بشرب كميات كافية من الماء، فالجفاف يضعف الدفاعات الطبيعية. كما تؤثر التغذية المتوازنة على المناعة بشكل عام، وينصح بتناول كمية مناسبة من فيتامين سي من مصادر طبيعية مثل الفواكه الحمضية أو شرب ماء مضاف إليه شرائح من الليمون. وتفيد ممارسة الرياضة بانتظام في تحسين الدورة الدموية وتقوية القدرة المقاومة للعدوى.
ينبغي الانتباه لأي علامات مرضية وتلقي استشارة طبية عند وجود حمى مرتفعة أو أعراض شديدة أو مستمرة، ويفضل البقاء في المنزل لتوفير الراحة ومنع نقل العدوى للآخرين. إذا استمر السعال لفترة طويلة أو ظهرت علامات جديدة تستدعي التقييم الطبي، فالتوجه إلى الطبيب يضمن متابعة الحالة وتحديد العلاج المناسب. الالتزام بهذه التدابير مع فهم أن الوقاية ليست مطلقة يحسن من فرص التقليل من حدوث نزلات البرد وتكرارها في المواسم الضارة.


