توضح الدراسات أن الحرمان المزمن من النوم لا يظهر غالباً كإرهاق ظاهر فحسب، بل يعكس لغة جسد دقيقة تُنبه إلى استنزاف الطاقة. ولا يظهر التعب دوماً بشكل واضح، بل تتجلى العلامات في تغيّرات المزاج والشهية والتواصل مع الآخرين. وتؤثر هذه الإشارات في وظائف الجسد والعقل معاً.

علامات تحذيرية مرتبطة بقلة النوم

قد يبدو الإنغماس في النوم فور الاستلقاء علامة على الراحة، ولكنه في الواقع دلالة على إرهاق مزمن. هذا التصرف يعكس نقصاً شديداً في الطاقة ولا يمنح الجسم فرصة لإعادة ضبط الوظائف الحيوية خلال الليل. يشير وجود هذا النوع من الدخول السريع إلى الحاجة الملحة للنوم وتقييم نمط النوم.

تراجع الرغبة الجنسية من علامات قلة النوم المرتبطة بتغيرات هرمونية. تتأثر الهرمونات المسؤولة عن الدافع الجنسي بنقص النوم، ما يغير من مستويات التستوستيرون والإستروجين. كما يرتفع هرمون الكورتيول نتيجة التوتر، وهذا يخفف من استجابة الجسم للمحفزات العاطفية والجسدية. وتظهر التأثيرات بشكل أوضح عند النساء بسبب التداخل مع التغيرات الشهرية.

قد يظهر العطش غير المبرر كإشارة إضافية على اضطراب ترطيب الجسم بسبب النوم غير الكافي. يضعف النظام الذي يفرز هرمون الفازوبريسين أثناء النوم العميق، فيفقد الجسم قدرة الاحتفاظ بالسوائل. نتيجة ذلك قد يشعر الشخص برطوبة أقل في الفم والعينين ويزداد العطش. هذه العلامة تحتاج إلى رصد سلوك الشرب وتقييم نمط النوم كجزء من التقييم العام.

يحدث ارتباك في إشارات الجوع والشبع بسبب قلة النوم، فتزداد الرغبة في الأطعمة الدسمة. ترتفع مستويات الغريلين وتتناقص مستويات الليبتين، ما يدفع إلى تناول أطعمة غنية بالدهون والسكريات. مع انخفاض الطاقة يقل النشاط البدني وتظهر تغيرات في الوزن والتمثيل الغذائي. ينبغي مراعاة هذه الإشارة كجزء من ملامح نمط النوم وتقييمه.

يؤدي نقص النوم إلى زيادة القلق والتوتر نتيجة اضطراب تنظيم الذاكرة العاطفية في الدماغ. تتزايد أعراض القلق وفقدان الصبر وصعوبة التركيز لدى من يعانون من قلة النوم. وتوجد ارتباطات بين اضطرابات النوم وارتفاع مخاطر الاكتئاب واضطرابات المزاج الأخرى وفقاً للدراسات. لذا فإن معالجة هذه الإشارات تتطلب تحسين عادات النوم وتقييم طبي عند الحاجة.

كيف تُعيد توازن النوم

لا تحتاج العودة إلى نوم صحي إلى حلول معقّدة. يوصي الخبراء بالالتزام بعادات نوم ثابتة تشمل كتابة مذكرات للنوم تتضمن مواعيد النوم والاستيقاظ وعدد الاستيقاظ الليلي ونشاط الصباح. كما يفضَّل تثبيت وقت محدد للنوم والاستيقاظ يوميًا وتجنب الإضاءة الشديدة أو استخدام الشاشات قبل ساعة من موعد النوم. إذا استمرت الصعوبات رغم الالتزام بتلك التوصيات، فجب استشارة مختص في طب النوم لتقييم وجود اضطرابات التنفس أثناء النوم أو اضطرابات الساعة البيولوجية وتحديد العلاج المناسب.

شاركها.
اترك تعليقاً