يؤكد خبراء الصحة أن مدة البقاء دون ماء تختلف باختلاف العمر والبيئة والحالة الصحية والنشاط البدني. وتعد قاعدة الثلاثة أيام مجرد تقدير عام وليست قاعدة ثابتة. ففي الرضيع داخل سيارة ساخنة قد يتسارع الجفاف خلال ساعات قليلة، بينما قد يصمد المسافر في الصحراء ليوم واحد فقط دون مصدر للماء. أما الشخص البالغ السليم في غرفة باردة وبدون نشاط بدني فقد يظل دون ماء لفترة قد تمتد أسبوعًا أو أكثر.

مدة النجاة حسب الظروف

توضح أمثلة واقعية أن الرضيع في سيارة ساخنة يعتبر الأكثر عرضة للجفاف خلال ساعات قليلة. بينما لا يصمد المسافر في الصحراء أكثر من يوم واحد دون ماء. أما الشخص البالغ السليم في وضع هادئ داخل غرفة باردة وبلا نشاط فيمكنه في ظروف مناسبة أن يبقى لأيام طويلة تتجاوز أسبوعًا. ويؤكد البروفيسور راندال ك. باكر من جامعة واشنطن أن الروايات التي تذكر البقاء لأسابيع دون ماء لا يمكن التأكد منها علميًا بسبب القيود الأخلاقية.

ماذا يحدث للجسم عند الجفاف

عند بداية فقدان السوائل يبدأ الجسم في الدخول في حالة جفاف تدريجي. مع فقدان نحو 10% من الماء يفقد الدم جزءًا من كفاءته، وتزداد لزوجة الدم وتتباطأ حركة الدم في الأوعية. نتيجة لذلك تتأثر قدرة القلب على الضخ وتظهر علامات صحية تدريجية تؤثر في الأداء العام للجسم. وتُعرَض الأجهزة الحيوية لضغط متزايد مع تفاقم الحالة، ما يجعل الوقاية والعلاج السريع أكثر أهمية.

أثر الجفاف على الدم والأعضاء

ينتج انخفاض حجم الدم صعوبات في نقل الأكسجين إلى الأنسجة، ما يسبب تشوش التفكير وضعف التركيز وانخفاض الأداء الذهني والجسدي. وتؤثر هذه التغيرات سلبًا على التروية الدماغية وتزداد معها مخاطر اضطرابات الدورة الدموية. وتبقى الكلى من أبرز الأعضاء المتأثرة بالجفاف لأنها تحتاج الماء لإزالة السموم، ومع استمرار الجفاف قد تتعرض لأضرار تدريجية.

أعراض الجفاف ومراحله

قد تظهر الأعراض المبكرة مع فقدان نحو 1% من السوائل، فيشعر الشخص بضعف عام وصداع ودوار ونُعاس. ومع استمرار الجفاف يظهر العطش الشديد وجفاف الفم وتراجع كمية البول وتزايد معدل ضربات القلب وبرودة الأطراف. وعند فقدان أكثر من 20% من الماء تصبح الحالة طارئة تهدد الحياة وتعرض الأجهزة للفشل. وفي بعض الحالات المتقدمة يفقد الشخص أيضًا إحساسه بالعطش، وهو علامة على خلل في منطقة تحت المهاد المسؤولة عن تنظيم الإحساس بالعطش.

علامة خطيرة: فقدان العطش

في بعض الحالات المتقدمة يفقد الشخص قدرة الشعور بالعطش، وهو مؤشر على خلل في منطقة تحت المهاد المسؤولة عن تنظيم الإحساس بالعطش. يعتبر هذا الخطر أكثر شيوعًا بين كبار السن ويستلزم متابعة دقيقة لحالة الترطيب والوقاية من الجفاف. ويجب أن تكون المراجعة الطبية أو الرصد المستمر أداة ضرورية لتجنب المضاعفات.

طرق الوقاية من الجفاف

تنصح الإرشادات بشرب الماء بانتظام خلال اليوم حتى بدون الإحساس بالعطش. كما يُنصح بتجنب التعرض الطويل للحرارة وتناول فواكه ذات محتوى عال من الماء مثل البطيخ والبرتقال. ويجب مراقبة حالة الأطفال وكبار السن وزيادة استهلاك الماء أثناء العمل البدني.

شاركها.
اترك تعليقاً