يتغير وجه الإسكندرية مع اقتراب ديسمبر ليكشف للعشاق سرًا بأن المدينة تكون في أجمل حالاتها حين يهدأ الموج وتغدو الشوارع شبه خالية إلا من روائح المطر. تنخفض الحركة وتظهر المدينة بنسخة أكثر هدوءًا تسمح بالتأمل والتمتع بأجواء الشتاء. تبرز هذه الفترة في مواقع رئيسية تتوافر فيها فرص القراءة والمعارض وبرامج موسيقية توصل دفء المكان إلى مرتاديه رغم البرد.
مكتبة الإسكندرية
تتحول مكتبة الإسكندرية في هذه الفترة إلى نقطة تجمع للزوّار، ليس فقط للقراءة ولكن للاستمتاع بمعارض فنية شتوية وبرامج موسيقية تمنح المكان دفئًا رغم الجو البارد.
تُتيح هذه العروض فرصًا للزيارة بين أروقة هادئة ومساحات مهيأة للجلسات الهادئة وتبادل المعرفة.
وتبرز في المكتبة أنشطة تلائم عشّاق الثقافة من الطلاب والسياح وتُظهر جانب المدينة الأكثر دفئًا خلال الشتاء.
الكورنيش وقلعة قايتباي
تنطلق جولات المشي على الكورنيش باتجاه قلعة قايتباي حيث تزداد الصورة شاعرية مع الأمواج التي تضرب الصخور في إيقاع منتظم.
تتيح المسارات الهادئة للزوار الاستمتاع بنسيم البحر والهواء النقي خلال ساعات النهار.
تُبرز الإطلالات على القلعة المشهد التاريخي وتخلق ذكرى تدوم في الذاكرة.
بحري والأنفوشي
تشهد منطقة بحري والأنفوشي انتعاشًا خاصًا هذا الشهر، إذ تستعيد الأسواق الشعبية جمالها القديم وتقبل الزوار على مطاعم السمك التي تجد في الشتاء موسمها الذهبي.
تتيح الأسواق فرصًا للشراء من الباعة التقليديين وتمنح السائحين تجربة أصلية تكتسب نكهة المدينة وعراقتها.
يستمتع الحاضرون بتذوق أطباق السمك التي تعتبر في الشتاء عنصرًا أساسيًا في طقس المدينة.
المسرح الروماني وحدائق المنتزه
ويستقبل المسرح الروماني وحدائق المنتزه زوارها في طقس يجعل الجلوس في الهواء الطلق متعة نادرة، خاصة مع السماء الرمادية التي تمنح الصور طابعًا كلاسيكيًا محببًا.
يوفر المكان أجواء هادئة تسمح للزوار بالتأمل والتقاط الصور بعيدًا عن صخب الصيف.
تتماشى زيارة الموقع مع أجواء الشتاء وتصبح مساراته مناسبة للأيام التي تمنح المدينة دفئًا غير تقليدي.
المقاهي القديمة في محطة الرمل
في المساء، تبدو المقاهي القديمة في محطة الرمل كأنها تحتضن كل من يدخلها من عشاق الكتب وطلاب الجامعات والسياح الباحثين عن هدوء.
تمنح تلك المقاهي روّادها جلسات قراءة هادئة وجلسات حوار رشيقة تروي قصص المكان وتمنح الذاكرة دفئًا مستمرًا.
تبقى الإسكندرية في الشتاء حاضرة كملتقى ثقافي حي يمزج بين البحر والكتاب والذكريات.


