يعلن خبراء تغذية أن نظاماً غذائياً جديداً يعتمد على الصيام لفترات محددة وتناول عناصر غذائية بعينها يمكنه المساعدة في علاج السرطان عبر تجويع الخلايا السرطانية. يُذكر أن هذا النظام يهدف إلى تهيئة الجسم للدخول في وضع صيانة وإصلاح الخلايا عندما تقل الموارد الغذائية. وتُذكر المصادر أن الهدف من ذلك هو تقليل نمو الخلايا السرطانية أثناء العلاج مثل الكيميائي والإشعاعي. كما تُشير تقارير إعلامية إلى أن الصيام قبل العلاج وأثناءه وبعده يمكن أن يقلل من الآثار الجانبية ويرفع فاعلية العلاج.

دور الصيام في إصلاح الخلايا

أكد الدكتور جيسون فونج، وهو طبيب وباحث كندي، أن الفكرة الأساسية من الصيام هي وضع الجسم في وضع صيانة وإصلاح الخلايا عندما تكون العناصر الغذائية محدودة. وأضاف أن توافر العناصر الغذائية يحفز الخلايا على النمو، بينما قلة الموارد تدفعها إلى حالة الإصلاح. شبه فونج عملية الصيام بمحرك السيارة والورشة، فزيادة السرعة تستهلك الوقود بسرعة بينما يحتاج الجسم أحياناً إلى التوقف للصيانة. يؤكد ذلك أن التوازن بين النمو الخلوي ووقفته لإصلاحه هو ما يحافظ على الصحة في سياق العلاجات.

وأوضح فونج أن الطعام يدفع الخلايا نحو النمو وهو أمر قد يكون خطيراً عند مكافحة سرطان، فيما يسمح الصيام للخلايا بدخول وضع الرعاية. هذا الوضع يجعل الجسم أكثر قدرة على تحمل العلاج الكيميائي والإشعاعي. وتشير مراجعات إلى أن الصيام قبل وأثناء وبعد العلاج قد يبطئ النمو الخلوي ويقلل من آثار العلاج على الخلايا سريعة الانقسام.

الصيام وعلاج السرطان

قال فونج إن وضع النمو الخلوي يمكن أن يكون خطيراً في مواجهة السرطان، وإن الصيام قد يضع الخلايا في وضع الرعاية مما يجعلها أكثر هدوءاً أمام العلاج. وتذكر المصادر أن الصيام قبل وأثناء وبعد العلاج الكيميائي قد يؤدي إلى آثار جانبية أقل بسبب تباطؤ الخلايا وتوقفها عن محاولة النمو. وبالإضافة إلى ذلك، فإن العلاج الكيميائي يستهدف الخلايا الأسرع نمواً، وهو ما يترجم إلى تساقط الشعر والغثيان كأعراض جانبية شائعة.

عندما تكون الخلايا في وضع الإصلاح الخامل، يكون تأثير العلاج الكيميائي أقل ضرراً على الخلايا الصحيحة، وهذا يساعد في زيادة فاعلية العلاج مع تقليل الضرر. ويمكن أن يساهم ذلك في تقليل الآثار السلبية إلى جانب إعاقة نمو الخلايا السرطانية. تظل هذه الرؤية بحاجة إلى أدلة إضافية، لكنها تعكس خياراً محتملاً ضمن منظومة رعاية السرطان.

التغذية والتمثيل الغذائي والسرطان

قال الدكتور فرانك دومونت، خبير تغذية، إن أهداف الصحة الأيضية يمكن تحقيقها دون الحاجة إلى الصيام المستمر. وأوضح أن هناك تداخلاً واسعاً بين فوائد الصيام وتعديل النظام الغذائي، مثل تقليل تناول الكربوهيدرات. وأشار إلى أن تعديل التغذية يؤدي إلى انخفاض الجلوكوز والأنسولين وتراجع الالتهاب عندما يتوافق مع حالة الفرد.

وأضاف أن بإمكان الشخص تعديل ما يأكله أو مواعيد وجباته بما يتناسب مع قدرته على التحمل، وهذا يساعد في تقليل مقاومة الأنسولين وخلل الأيض. ولذلك قد تصبح التغذية المتوازنة جزءاً من استراتيجيات تقليل احتمالية نمو الخلايا السرطانية من خلال تقليل الاعتماد على السكر. ويؤكد دومونت أن التوجيه الغذائي يمكن أن يوازن الاستقلاب دون الاعتماد الحصري على الصيام.

شاركها.
اترك تعليقاً