أكد خبراء الصحة أن الجفاف في الطقس البارد قد يزيد خطر حصوات الكلى بشكل غير متوقع. وتؤدي قلة شرب الماء مع انخفاض العطش في الشتاء إلى تركيز البول، وهو بيئة مناسبة لتبلر المعادن. وتتشكل الحصوات من معادن مثل الكالسيوم والأكسالات وحمض اليوريك، وتترتب في الكلى عندما يزداد تركيز البول. وتتحرك الحصوات عبر المسالك البولية ما يسبب ألمًا وانزعاجًا شديدين.
تشير الدراسات إلى أن الشتاء يعد موسمًا عالي المخاطر لتكوين الحصوات بسبب زيادة تركيز البول وقلة العطش. وتبيّن دراسة موسّعة نشرت عام 2014 أن انخفاض درجات الحرارة يخفّض الإحساس بالعطش، مما يؤدي إلى جفاف بسيط وتركيز البول يعزز تكون الحصوات. كما أظهرت نتائج دراسة أخرى نُشرت عام 2016 أن الأنظمة الغذائية العالية الملح والبروتين الحيواني ترفع مستويات الكالسيوم وحمض اليوريك في البول، وهو عامل مباشر في تكوين الحصوات خاصة مع انخفاض السوائل. كما تشير مراجعات رصدية إلى زيادة معدلات الحصوات في الأشهر الباردة مع وجود صلة بارتفاع الصوديوم وقلة الترطيب وتناول البروتين الحيواني.
يُعَدّ الأشخاص الذين لديهم تاريخ من حصوات الكلى أو حالات مثل السمنة أو السكري أو النقرس أكثر عرضة للإصابة. وتظهر نتائج رصدية من عام 2022 أن لديهم مستويات أعلى من المركبات المكوِّنة للحصوات في البول، ويمكن أن يُفاقم الخمول الشتوي هذه العوامل. وتؤكد المعطيات أن الشتاء يشكل موسمًا عالي الخطورة عندما تنخفض الرطوبة وتتجمع عوامل نمط الحياة.
أعراض حصوات الكلى
تشمل أعراض حصوات الكلى آلامًا حادة في الظهر أو الجانب أو أسفل البطن. كما يصاحبها حرقان أثناء التبول وبول عكر أو محمر أو ذو رائحة كريهة. وقد يرافقها الغثيان أو القيء ورغبة متكررة في التبول. وإذا تُركت الحصوات دون علاج، فقد تؤدي إلى انسداد تدفق البول وتهابات الكلى التي تشكل حالة طارئة.
علاج حصوات الكلى
يعتمد العلاج على حجم ونوع الحصوة، فغالبًا ما تُزول الحصوات الصغيرة تلقائياً مع زيادة الترطيب. بينما تتطلب الحصوات الأكبر إجراءات مثل تفتيت الحصى بموجات الصدمة وتنظير الحالب وتجزئة الليزر. ويساهم التشخيص المبكر في الشفاء السريع وتقليل المضاعفات. يجب على المريض متابعة الطبيب لتحديد الخطة الأنسب حسب حالته.
الوقاية في الشتاء
ينبغي زيادة تناول السوائل بدرجة ملحوظة، فيُوصى بشرب من 10 إلى 12 كوباً من الماء يومياً حتى لو لم تشعر بالعطش. يمكن الاعتماد على الماء الدافئ ومشروبات الأعشاب مثل النعناع والبابونج والكركديه، إضافة إلى الشوربات للمساعدة في الحفاظ على ترطيب الجسم. كما يُنصح بتقليل الملح والأطعمة المصنعة لأنها ترفع مستويات الصوديوم وتزيد ترسيب الكالسيوم في البول. يفضل أيضاً اتباع نظام غني بالحمضيات مثل الليمون والبرتقال لأنها تحتوي على السترات التي تثبط تكون الحصى.
حافظ على نشاطك البدني، فهو يعزز التمثيل الغذائي وكفاءة وظائف الكلى وفق توصيات الخبراء. راقب تغيرات لون البول، فالبول الداكن أو العكر أو المحمر علامة تحذيرية تستدعي استشارة الطبيب. اطلب المساعدة الطبية فوراً في حال الشعور بألم أو حرقة أو وجود دم في البول، فالعلاج المبكر يحد من تفاقم المشكلة.


