أعلنت الدولة عن خطوات مهمة لتوطين صناعة الهواتف المحمولة ضمن جهودها لتوطين الصناعات التكنولوجية. سعت خلال السنوات الأخيرة إلى تحقيق تنمية صناعية شاملة باعتبارها قاطرة للتنمية المستدامة. نجحت وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في جذب شركات عالمية لتوطين هذه الصناعة مدعومة بسياسات التصنيع المحلي وحزمة حوافز حكومية واسعة. كما أطلقت الحكومة منظومة حوكمة أجهزة الهواتف في يناير 2025 لضمان توطين الصناعة ومكافحة الممارسات غير القانونية من خلال الاستعلام والتسجيل وسداد الرسوم إلكترونيًا عبر تطبيق تليفوني.
إطلالة دولية وتوقعات مستقبلية
أبرزت الإنفوجرافات الرؤية الدولية الإيجابية لجهود الدولة، حيث توقعت وكالة فيتش سولوشنز نمواً قوياً لسوق الهواتف المحمولة في مصر حتى عام 2031 مدفوعاً بتوسع التجميع المحلي والسياسات الداعمة. وأشارت الوكالة إلى مساهمة الشراكات مع علامات تجارية كبرى وافتتاح مصانع للهواتف الذكية في زيادة الإنتاج وتعزيز الثقة بمصر كقاعدة صناعية ذات إمكانات تصدير إقليمية إلى إفريقيا والشرق الأوسط. أكدت اليورومونيتور أن مصر باتت على مشارف أن تصبح مركزاً رائداً لتصنيع الهواتف الذكية في المنطقة مع جهود مكثفة لزيادة نسبة المكونات المحلية بدلًا من التركيز على التجميع فحسب. وأشارت بيزنس إنسايدر أفريقيا إلى نمو سوق الهواتف المحمولة في مصر بفضل السياسات المواتية مثل الإعفاءات الضريبية وتحسين البنية التحتية.
الحوافز والبرامج الداعمة
استعرضت الإنفوجرافات أبرز البرامج والحوافز الحكومية التي أسهمت في جذب كبرى العلامات التجارية وتوسيع قاعدة الإنتاج المحلي. شملت إضافة صناعة الهواتف إلى برنامج رد الأعباء التصديرية والإعفاء من رسم الجهاز القومي للاتصالات على المكونات اللازمة للتصنيع وتوحيد التعريفة الجمركية على بعض مستلزمات الإنتاج في حدود 2% بدلاً من 10%. كما تضمنت الإعفاء من رسم وزارة المالية للتنمية على الأجزاء والمكونات اللازمة للتصنيع والهواتف المصنوعة محليًا مع نسبة قيمة مضافة وتصدير 40%. وتوضح الحوافز أن البيئة التنظيمية تعزز من جاذبية السوق المصري أمام الشركات العالمية وتساهم في توسيع قاعدة الإنتاج.
مصانع رائدة وشراكات تصنيع محلي
ومن أبرز المصانع العالمية المحلية المساهمة في التصنيع المحلي سامسونج التي بلغت استثماراتها الإجمالية نحو 700 مليون دولار، وأنه تم ضخ 85 مليون دولار خلال السنوات الثلاث الماضية وتبلغ طاقتها الإنتاجية من الهواتف والتابلت 6 ملايين وحدة سنويًا. كما تضم مصانع أخرى خطوط إنتاج شاومي ضمن مجموعة الصافي الصناعية باستثمارات تصل نحو 30 مليون دولار وبطاقة إنتاجية تصل إلى 3 ملايين وحدة سنويًا. وأُدرج مصنع أوبو العالمي باستثمارات نحو 50 مليون دولار ويضم 17 خط إنتاج لإنتاج نحو 5 ملايين وحدة سنويًا من منتجات أوبو وريلمي. وتُشير الإنفوجرافات إلى مصنع فيفو باستثمارات نحو 20 مليون دولار وبطاقة إنتاجية تبلغ 2 مليون وحدة سنويًا، كما بدأ خط إنتاج نوكيا-إنفينكس بالتعاون مع سيكو باستثمار 20 مليون دولار وبطاقة إنتاجية تقدر بـ2.5 مليون وحدة سنويًا.


