توضح المصادر الصحية أن سيلان الأنف يزداد في الشتاء مع انخفاض درجات الحرارة واشتداد الرياح الباردة، وهو أمر شائع يرافق الملايين. يحدث السيلان نتيجة استجابة الجسم لتجفيف الهواء وتبريده، إذ يسعى الأنف إلى تدفئة الهواء قبل دخوله إلى الرئتين فيؤدي ذلك إلى تمدد الأوعية الدموية في الغشاء المخاطي وزيادة إفراز السوائل. غالبًا لا يدل السيلان على مرض خطير، بل هو آلية دفاعية طبيعية للجسم، لكنه قد يصبح مصدر إزعاج يومي إذا استمر أو صاحب انسداد وصعوبة في التنفس.

أسباب سيلان الأنف في الشتاء

في الشتاء يتسبب الهواء الجاف في جفاف بطانة الأنف وتهيّجها بشكل يجعلها أكثر حساسية للالتهابات. كما أن الانتقال المفاجئ بين الأماكن الدافئة والباردة يحفز الغدد المخاطية على العمل بشكل مفرط لحماية الأنسجة الداخلية. إلى جانب ذلك، يؤدي التعرض المتكرر للنزلات البرد والإنفلونزا الموسمية إلى تهيّج الأغشية الأنفية وزيادة الإفرازات المصاحبة للاحتقان.

وتتعدد العوامل التي تساهم في السيلان في الشتاء، فالتهاب الأنف التحسسي يزداد مع وجود الغبار والحبوب أو العفن في المناخ البارد. كما أن الفيروسات المسببة لنزلات البرد والإنفلونزا تلعب دورًا في تهيّج الأغشية الأنفية وزيادة الإفرازات. وعلى الرغم من أن هذه الأسباب قد تتداخل، فإن النتيجة تبقى زيادة إنتاج المخاط والتدفق من الأنف.

العلاجات المنزلية والوقاية

توصي المصادر بتدابير بسيطة لتخفيف الأعراض مثل شرب السوائل الدافئة التي ترطب الممرات وتقلل لزوجة الإفرازات. يأتي بعد ذلك استنشاق البخار من ماء ساخن مع تغطية الرأس بمنشفة للمساعدة في فتح الممرات وتخفيف التورم. يساعد تشغيل جهاز ترطيب الهواء في الغرفة على موازنة الرطوبة وتقليل السيلان والالتهاب المحيط بالحلق. يمكن تطبيق كمادات دافئة على الأنف والوجنتين وتضميدها بانتظام، كما يساهم الشطف بالمحلول الملحي السهل التحضير في تنظيف الممرات.

متى تحتاج إلى زيارة الطبيب؟

إذا استمر سيلان الأنف لأكثر من عشرة أيام أو رافقه صداع شديد أو إفرازات صفراء مائلة للخضرة، فقد تكون هناك عدوى في الجيوب الأنفية أو حساسية مزمنة وتستلزم استشارة الطبيب. يجب عدم إهمال هذه الأعراض لأنها قد تشير إلى حالات أكثر خطورة أو تؤدي إلى مضاعفات في الجهاز التنفسي. يحدد الطبيب العلاج المناسب بناء على السبب الأساسي ويوصي بإجراءات إضافية إذا لزم الأمر.

الوقاية من سيلان الأنف

للمساعدة في الوقاية، حافظ على تدفئة الجسم وتجنب تعريض الأنف للهواء البارد المباشر قدر الإمكان. اغسل اليدين بانتظام واستخدم مناديل ناعمة لتقليل تهيج الجلد حول الأنف. كما يفضل الحفاظ على رطوبة مناسبة في المنزل وتجنب التغيرات المفاجئة للحرارة.

شاركها.
اترك تعليقاً