توضح الدكتورة هند سلمى استشارية النساء والتوليد أن الدورة الشهرية ليست مجرد عملية بيولوجية اعتيادية بل هي ظاهرة معقدة ترتبط بصحة المرأة العامة وبحالتهن النفسية وتوازن الهرمونات في الجسم. وتؤكد أن هذه الظاهرة تتفاعل مع أجهزة متعددة في الجسم وتؤثر في وظائفها بشكل متبادل. كما تشير إلى أن تجاهل الإشارات المصاحبة قد يؤدي إلى تفاقم مشاكل صحية.
وتؤكد أن التغيرات الهرمونية خلال الدورة ليست مسؤولة عن الألم والتقلبات المزاجية فحسب، بل لها تأثير مباشر على صحة القلب والجهاز الهضمي وحتى صحة العظام. وتشير إلى أن انخفاض هرمون الاستروجين قبل الدورة قد يزيد الشعور بالتعب والرغبة في أطعمة معينة وتغير مستويات الطاقة بشكل ملحوظ، ما يجعل بعض النساء أكثر عرضة للتوتر خلال هذه الفترة. وتوضح أن فهم هذه التغيرات يساعد النساء على إدارة حياتهن اليومية وتفادي الاعتقاد بأن المشاعر غير مبررة.
أعراض لا تغفل عنها
يؤكد الحديث أن الألم الشديد الذي يمنع الحركة خلال الأيام الأولى للدورة قد يكون علامة على وجود تكيسات أو التهاب أو اضطراب هرموني. والنزيف غير المنتظم أو الطويل قد يشير إلى مشكلة في الرحم أو خلل في عمل الهرمونات. وقد يكون التعب المفرط أثناء الدورة علامة على فقر الدم أو نقص الحديد أو اضطراب الغدة الدرقية، وهو ما يستدعي فحوصات دورية.
الصحة النفسية والدورة
تشير الدكتورة إلى أن الجوانب النفسية من أهم ما يجب الانتباه إليه، فالكثير من النساء يعانين من ضغوط قبل قدوم الدورة أو انخفاض واضح في المزاج أو العصبية. قد يكون ذلك نتيجة تغيرات هرمونية طبيعية أو علامة على اضطراب ما قبل الدورة وهو حالة تستدعي الاستشارة المختصة. فهم ما يحدث خلال هذه الفترة يساعد على التعامل مع المشاعر بشكل صحي، لأن تجاهل الجانب النفسي قد يؤدي إلى تفاقم القلق أو التأثير على العلاقات الاجتماعية أو انخفاض الإنتاجية.
التغذية والراحة في الفترة الحساسة
ؤكدت الدكتورة أن العناية بالجسم خلال الدورة ضرورة وليست رفاهية، لأن الجسم يفقد عناصر مهمة مثل الحديد والمغنيسيوم. لذا ينبغي الاهتمام بتناول أطعمة غنية بهذه العناصر وشرب الماء بكميات كافية إضافة إلى النوم الجيد الذي يساعد في تخفيف توتر الجهاز العصبي. كما أن ممارسة التمارين الخفيفة قد تسهم في تقليل الألم وتحسين المزاج عبر تحسين الدورة الدموية وتقليل الانقباضات ورفع الطاقة.
خلاصة وتوصيات
تؤكد الطبيبة أن فهم آليات الدورة يساعد النساء في إدارة يومهن بشكل أفضل وحماية صحتهن على المدى الطويل. تنصح بالانتباه للإشارات الجسدية والنفسية خلال هذه الفترة والتماس المتابعة الطبية عند وجود أعراض شديدة. ينبغي استخدام المعلومات كمرجع صحي يعزز اتخاذ قرارات مناسبة بشأن التغذية والراحة والنشاط.


