تعلن الهيئة المعنية بمجال مكافحة السرطان عن أربعة اختبارات رئيسية يوصى بها للكشف المبكر، خاصة لدى الأشخاص الأكثر عرضة للخطر. يؤكد الإطار أن الكشف المبكر يقلل الحاجة إلى علاجات معقدة ويحسن فرص النجاة في سرطانات مثل القولون والرئة والثدي والبروستاتا. وتُتيح هذه الفحوصات الوقاية فرصة لاكتشاف آفات قد تتطور إلى أورام خبيثة قبل ظهور الأعراض، وهو ما يعزز نتائج العلاج.

الفحوصات القياسية للكشف المبكر

تُجرى الاختبارات الروتينية المعتمدة طبيًا كخطوة أساسية للكشف المبكر وتختلف باختلاف العمر والجنس والتاريخ الصحي. وتشير الإحصاءات إلى أن هذه الفحوصات تساعد في اكتشاف السرطانات مبكرًا وتحديد التغيرات قبل تطور الورم الخبيث. وتؤكد النتائج أن الكشف المبكر يقلل الحاجة إلى علاجات معقدة ويعزز فرص النجاة، خاصة في سرطانات تشمل القولون والرئة والثدي والبروستاتا. كما تعتبر هذه الفحوصات ركيزة الوقاية وأداة رئيسة لتمديد حياة المرضى.

تشمل الفحوصات القياسية التي قد يوصي بها الطبيب التصوير الثدي بالأشعة (الماموجرام) لفحص سرطان الثدي، وفحص باب (Pap) مع اختبار HPV لعنق الرحم، والمنظار القولوني أو تحليل البراز لاكتشاف سرطان القولون والمستقيم، والتصوير المقطعي منخفض الجرعة للرئتين للمدخنين، وكذلك اختبار PSA للرجال. وتُجرى هذه الفحوصات للأشخاص دون أعراض بهدف اكتشاف السرطان في مراحله المبكرة أو رصد السلائل والتغييرات القابلة للعلاج قبل تطورها. وتُحدِّد العوامل مثل العمر والجنس والتاريخ العائلي ونمط الحياة خطة الفحص الأنسب وتكراره بتنسيق مع الطبيب المعالج.

اختبار Galleri للكشف الدموي

يعتبر Galleri من أحدث التقنيات في الكشف المبكر عن أكثر من 50 نوعًا من السرطان عبر تحليل الحمض النووي الحر في الدم (cfDNA)، مع اعتماد بعض الأنظمة على الذكاء الاصطناعي لتحديد الإشارات الجينية المميزة للأورام وتحديد أي عضو قد ينشأ فيه السرطان. لا يُستخدم الاختبار بديلاً عن الفحوصات القياسية، بل يعد مكملًا لتعزيز احتمالات الكشف المبكر خصوصًا للسرطانات التي لا توجد لها فحوصات روتينية. أشارت النتائج إلى أن Galleri زاد اكتشاف الحالات خلال عام واحد بنسب كبيرة، مع اكتشاف سرطانات لا تمتلك برامج فحص منتظمة وتقديم نتائج دقيقة مع معدلات منخفضة من الإيجابيات الكاذبة. تعتبر النتائج أيضًا مناسبة بشكل خاص للأشخاص الأكثر عرضة للخطر أو الذين تجاوزوا سن الخمسين.

الفحص الجيني والوقاية

يقدم الفحص الجيني نظرة مستقبلية من خلال تحليل الحمض النووي وتحديد الطفرات الوراثية المرتبطة بسرطانات خطيرة مثل سرطان الثدي وسرطان المبيض وسرطان القولون والمستقيم وسرطان البنكرياس. ويمكن إجراء الفحص من خلال عينة دم أو لعاب، وتتم مناقشة النتائج مع مستشار وراثي مختص. لا يعني وجود طفرة جينية أنك مريض بالسرطان، بل يدل على ارتفاع احتمال الإصابة ويتيح وضع خطة متابعة وقائية تشمل فحوصات مبكرة أكثر تكرارًا وتغييرات في نمط الحياة وإشراك أفراد العائلة. كما يعزز إدراج أفراد العائلة في دائرة الفحص المبكر نهج الوقاية وتخفيف احتمالية الإصابة من خلال متابعة أسرع وأكثر استمرارية.

التصوير بالرنين المغناطيسي الكامل للجسم

يُعد التصوير بالرنين المغناطيسي الكامل للجسم من أكثر تقنيات الكشف دقة للأورام المخفية التي لا تظهر بالفحوصات العادية، وهو مفيد للأشخاص الذين يحملون طفرات وراثية عالية الخطورة أو لديهم تاريخ عائلي قوي مع السرطان. يتميز WB-MRI بأنه لا يستخدم الإشعاع ويمتاز بقدرته على اكتشاف الأورام في مراحل مبكرة وتوفير تفاصيل دقيقة للأنسجة الرخوة، مما يجعل المتابعة السنوية مناسبة للفئات الأكثر عرضة. وقد سُاعد هذا الفحص في اكتشاف أورام صامتة لم تُكتشف إلا في مراحل لاحقة، وهو ما يمنح المرضى فرصة أفضل للعلاج المبكر.

شاركها.
اترك تعليقاً