تنبه المؤسسات الصحية إلى أن تشتت الذهن وضعف التركيز لم يعودا مقصورين على الطلبة أو الموظفين بل يواجههما الجميع ضمن ضغوط الحياة اليومية. وتؤكد المصادر أن التغذية اليومية تؤثر مباشرة في وظائف الدماغ ومستوى اليقظة. فالأطعمة الغنية بالدهون الصحية والفيتامينات والمعادن تزود الدماغ بالوقود اللازم لأداء فعال، بينما تؤدي السكريات البسيطة والدهون المشبعة إلى تراجع الانتباه وضعف الذاكرة قصيرة المدى. بناء على ذلك، يصبح الاختيار الغذائي جزءاً أساسياً من إدارة الطاقة الذهنية على مدار اليوم.
أطعمة يجب الحد منها
تؤدي الوجبات السريعة الغنية بالدهون المشبعة والسكريات المكررة إلى اختلال في مستويات السكر في الدم وتُثقل الدماغ بالالتهابات، ما يضعف التركيز ويترك شعوراً بالخمول. كما أن الإفراط في تناول الكحول يعوق التواصل بين الخلايا العصبية ويؤثر على جودة النوم، وهو ما ينعكس سلباً على الانتباه خلال النهار. وتؤدي هذه العوامل إلى إرهاق الذهن مع مرور اليوم، لذا يُنصح بالحد منها كجزء من روتين الحياة اليومية.
أطعمة صحية تدعم الدماغ
تعتبر الأسماك الزيتية كالسلمون والتونة والسردين من أبرز مصادر أوميغا-3 اللازمة لبناء أغشية الدماغ ونقل الإشارات العصبية. تسهم هذه الأحماض في تعزيز وضوح التفكير وسرعة الاستجابة الذهنية. ويوصى بتناول حصتين من الأسماك أسبوعيًا، ويمكن استبدالها بالمكسرات الغنية بدهون صحية عند توفرها.
الماء والتوت والمكسرات
يتكوّن الدماغ من نحو ثلاثة أرباعه من الماء، ولأي نقص بسيط في الترطيب أثر واضح في القدرة على التركيز والمزاج. من المهم الاعتياد على شرب ما لا يقل عن لترين من الماء يوميًا، مع زيادة الكمية في الحرّ أو أثناء التمارين. التوت بأنواعه من أقوى مضادات الأكسدة التي تحمي الخلايا العصبية وتساعد على الحفاظ على مرونة التفكير عبر الزمن. المكسرات والفيتامينات الموجودة فيها، خصوصًا فيتامين هـ، تدعم وظائف الإدراك وتُساهم في الحفاظ على حيوية الخلايا العصبية.
الكربوهيدرات والكافيين
تحتاج خلايا الدماغ إلى مصدر مستمر من الجلوكوز، لذا تُفضل الكربوهيدرات المعقدة كالحبوب الكاملة والشوفان والبطاطا الحلوة والموز لتزويد الدماغ بطاقة متوازنة. يعمل الكافيين بشكل معقول على تعزيز اليقظة والانتباه من خلال تنشيط ناقلات عصبية مرتبطة بالانتباه، لكن يجب ألا تتجاوز الجرعة اليومية 400 ملغ. ويُفضل ألا تتناول القهوة والشاي قبل النوم لتجنب اضطراب الإيقاع الحيوي.
دعم الدماغ بنمط حياة متوازن
لتحقيق التركيز المستمر لا يكفي الطعام وحده، فالنوم الكافي والرياضة المنتظمة وشرب الماء بنسب مناسبة يعززون الأداء الذهني على المدى الطويل. كما أن الحفاظ على توازن غذائي يعتمد على أطعمة طازجة ومواعيد منتظمة للطعام يساعد على استقرار الطاقة خلال اليوم. وتبني عادات بسيطة كروتين نوم محدد وممارسة نشاط بدني خفيف يومياً يسهمان في تقليل التشتت وتحسين الانتباه صباحاً.


