أعلن الدكتور محمد سامي عبدالصادق، رئيس جامعة القاهرة، عن اعتماد الجامعة حملة توعوية واسعة ضد مخاطر التعاطي والإدمان، لتعزيز وعي الطلاب وتحصينهم من الانحرافات الفكرية والسلوكيات الضارة.
جاء ذلك في إطار تقريرٍ شاملٍ أعدته الجامعة عن أنشطتها وفعالياتها التي نظمتها كليات ومعاهدها خلال الأسابيع الأخيرة، وبالتعاون مع صندوق مكافحة الإدمان والتعاطي ووحدات الدعم النفسي والإرشاد الطلابي.
وكشف التقرير عن ندوات ومحاضرات وورش عمل ومسابقات شاركت فيها كليات ومجاميع قُدِّمت بهدف التوعية بخطورة المخدرات وآثارها على الفرد والمجتمع، مع التركيز على تقديم بروتوكولات للعلاج وإعادة التأهيل وتوفير خيارات الدعم للطلاب وعائلاتهم.
تفاصيل الفعاليات بحسب الكليات
نفذت كلية الإعلام ندوة بعنوان “المواجهة الرقمية للمخدرات” أدارها الدكتور محمد شافعي عبد الحميد والدكتورة جيهان عبد الحميد، وتناولت مخاطر الإدمان وأهمية التضافر المجتمعي والإعلامي. كما أكدت الندوة على ضرورة تأهيل الشباب وتوعيته بخطورة التعاطي، إضافة إلى دور وسائل الإعلام في نشر الرسائل التحذيرية وتوفير محتوى تثقيفي يخدم المدمن وأسرته والمجتمع المحيط به. وسعت الفعالية إلى ربط الرسالة الإعلامية بالجهود الطبية والنفسية للوصول إلى نتائج عملية في الوقاية. شارك نخبة من الأساتذة والخبراء من تخصصات مختلفة لتكامل آليات المعالجة والوقاية.
نظم قسم الباطنة في كلية طب قصر العيني محاضرة استرشادية لطلاب، وتيار علمي بعنوان “أبعاد الإدمان في جيل الشباب” بالتعاون مع المركز القومي للسموم ومستشاري الطب المهني والبيئي وخبراء السموم والاستشاريين، وتناول آليات الإدمان والتحديات الراهنة وسبل العلاج وإعادة التأهيل. كما استعرضت المحاضرات بروتوكولات العلاج الحديثة والتأهيل، مع عرض حالات تعافي وتقييمات عملية. تركزت المناقشات أيضاً على دور البيئة الجامعية في الوقاية والتدخل المبكر.
نظم قسم الجلدية بكلية طب قصر العيني ندوة توعوية بعنوان “لا للمخدرات” حاضر فيها مجموعة من المدرسين المتخصصين في الأمراض الجلدية. كما صمم قسم الصحة العامة وطب المجتمع ملصقاً يوضح مخاطر الإدمان وتأثيره على الصحة الجسدية والنفسية، إضافة إلى تنظيم أنشطة للارشاد النفسي والتثقيف الصحي. وتجلت فيها أهمية التعاون بين الكليات للوصول إلى أكبر عدد من الطلاب والمتابعة المستمرة للتوعية.
نفذت كلية التمريض أربع ندوات كبرى استفاد منها نحو 1500 طالب وطالبة لتبيان أضرار المخدرات ومسارات الدعم والوقاية والقانون والتصحيح. كما استعرضت دور الخط الساخن وخدمات التوعية والتعريف بالعقوبات القانونية المتعلقة بالتعاطي، وأشارت إلى مساهمة صندوق مكافحة الإدمان في توفير الموارد والتوجيه. وتُختتم الفعاليات بإشادة بجهود الكلية في تعزيز السلوك الصحي وبناء وعي مستدام.
تضمنت فعاليات كلية الحقوق ندوة بعنوان “مواجهة مخاطر انتشار المواد المخدرة وتداعياتها” شارك فيها عدد من أعضاء هيئة التدريس، وتناولت أسس التوعية والوقاية والجهود المجتمعية اللازمة. كما أكدت على أهمية تبادل الخبرات والتنسيق مع صندوق مكافحة الإدمان للوصول إلى آليات فاعلة للمواجهة. وتطرقت إلى القوانين والآليات التطبيقية لحماية الطلاب والأسرة والمجتمع، بما يعزز الحماية الشاملة.
أما كلية الآداب فقد أقامت عدداً من الأنشطة عبر بيت التطوع وتدشين دبلوم مكافحة الإدمان، في إطار تعزيز قيم التطوع وخبرات الطلاب في المجال الصحي والمجتمعي. وتناول البرنامج أنشطة توعوية تفاعلية وفرص تعلم تطبيقية تساهم في بناء ثقافة الوقاية لدى المجتمع الجامعي. كما رُسّخت مبادئ المشاركة المجتمعية والمسؤولية العامة من خلال هذه المبادرات.
وقامت كلية العلاج الطبيعي بعقد ندوة حول تأثير الإدمان على الفرد والمجتمع شارك فيها أطباء ومختصون في التأهيل النفسي، وتناولوا بروتوكولات العلاج وإعادة التأهيل والتدخل المبكر. كما ناقشوا سبل الوقاية والتدخل المجتمعي وتبادل الخبرات مع كليات أخرى لتعزيز الإجراءات الوقائية. شهدت الفعالية حضوراً واسعاً من أعضاء الهيئة التدريسية والطلاب وموظفي الكلية.
وإلى كلية الصيدلة، أطلقت حملة توعوية إلكترونية وميدانية بعنوان “عشها بصحة” استهدفت نحو 20 ألف متابع على وسائل التواصل و2000 طالب داخل الحرم الجامعي. واشتملت الحملة على محتوى توعوي وتثقيفي وتوجيهات صحية عملية لدعم الوقاية من الإدمان والتعامل مع الظاهرة. كما أُتيح للطلاب فرص المشاركة في أنشطة ميدانية وتقييم أثر الرسائل التوعوية.
وتطرقت كلية التربية للطفولة المبكرة إلى دور الرياضة والتربية الحركية والفنون في مكافحة التعاطي وتعزيز الوعي المجتمعي، من خلال ورش عمل وأنشطة دعم نفسي وإرشاد، بهدف نشر قيم الانتماء والتوازن النفسي والجسدي لدى الشباب. كما عُقدت ورش عمل حول استخدام الفنون في بناء الشخصية الإيجابية وتفعيل دور المجتمع في الوقاية من المخدرات. وتضمن ذلك تنظيم حملات توعوية ومنشورات تحفيزية للطلاب وأعضاء هيئة التدريس.
ونظمت كلية التربية النوعية مسابقة تصميم ملصق توعوي تحت شعار “لا للتعاطي .. حياتك غالية” بهدف رفع الوعي بين الطلاب ومنتسبي الكلية، إضافة إلى تنظيم فعاليات مرتبطة بمبادئ الوقاية والفنون في بناء الشخصية. وركزت المسابقة على إبراز دور التصميم والجماليات في توصيل رسائل الوقاية بشكل فعّال. كما تضمن البرنامج إشراك الطلاب في أنشطة عملية تعزز حس المسؤولية الاجتماعية.
وفي كلية الدراسات العليا للنانو تكنولوجي، عقدت ندوة بعنوان “المخدرات خطر يهدد الأمن القومي المصري” حاضر خلالها عدد من الخبراء، مع تنظيم ملصقات توعوية وتخصيص دقائق في المحاضرات للحديث عن أضرار الإدمان على الفرد والأسرة والمجتمع. وتأتي هذه الجلسة في إطار تعزيز الوعي الوطني حول التحديات الناشئة وضرورة مواجهة الإدمان كقضية أمن قومي. كما استُعرضت أساليب البحث والتطوير في مجال الوقاية والتثقيف لتحقيق تأثير أوسع.
أما كلية طب الأسنان فنظمت ندوة توعوية حول مخاطر تعاطي المواد المخدرة حاضر فيها د. مروة مدحت من قسم الأدوية والسموم، مع استعراض تطبيقات عملية في الوقاية والتدخل العلاجي. وركزت الجلسة على ربط المعرفة الأكاديمية بالتأثيرات السلوكية والصحية للإدمان، وتوفير إطار للدعم النفسي والاجتماعي للطلاب. كما دعمت الندوة نقاشات حول تعزيز السلوك الصحي والوقايـة من المخدرات بين صفوف الطلبة.
ونظمت كلية الطب البيطري ندوة توعوية استهدفت نحو 150 طالباً للتوعية بمخاطر المخدرات وطرق الوقاية، في حين عقدت كلية التجارة ندوات توعوية تعريفية بالخطر وسبل الوقاية ونشر المعرفة بين الطلاب وأعضاء الكلية. وتضمنت الأنشطة تعزيزاً للوعي الصحي وتبادل الخبرات مع جهات المجتمع المدني والجهات الصحية المعنية. كما أكدت الكليات المتعددة على أهمية التعاون المستمر في تعزيز ثقافة الوقاية ضمن المجتمع الأكاديمي.
وتضمن نشاط كلية العلوم تنظيم ندوة “معاً ضد الإدمان” بمشاركة أطباء نفسيين وخبراء من كليات أخرى، إضافة إلى دعم صندوق مكافحة الإدمان في نشر الرسائل التوعوية وتبادل المعرفة. وتطرقت الجلسة إلى مفاهيم الإدمان بمراحله المختلفة وأنواعه وأعراض الانسحاب والإدمان الرقمي، إلى جانب عرض استراتيجيات العلاج والتأهيل. كما أكدت الندوة على أهمية التكامل بين التثقيف الأكاديمي والدعم الميداني في مواجهة الظاهرة.
وفي كلية الاقتصاد والعلوم السياسية عقدت ندوة بعنوان “نحو مجتمع خالٍ من الإدمان: مبادرات مكتب الأمم المتحدة للمخدرات والجريمة في التثقيف والوقاية” شارك فيها خبراء ومسؤولون عن برامج العدالة الشبابية والشبكات الإقليمية، بهدف تعزيز الوعي المجتمعي وتبادل الخبرات الدولية. كما ناقش المشاركون سبل تطبيق مبادرات الأمم المتحدة محلياً في الجامعات المصرية وتطوير آليات الوقاية والوقاية المبكرة. وتخلل النقاشات التأكيد على أهمية العمل المؤسسي والشفافية في تنفيذ برامج التثقيف والوقاية.
وفي كلية الدراسات الإفريقية العليا نظمت ندوة بعنوان “المخدرات خطر يهدد الأمن القومي المصري” حاضر خلالها أطباء شرعيون واستشاريون في السموم، كما أُنشئت ملصقات توعوية وتخصيص دقائق في بدايات المحاضرات للحديث عن أضرار الإدمان على الفرد والأسرة والمجتمع. وتُوجت هذه الجهود بتعزيز الوعي الوطني وأطر الوقاية ضمن برامج الكلية وتعاونها مع الجهات المعنية. كما سُعِّرَت الحوارات حول تأثير المخدرات على الأمن القومي وتطوير آليات العلم والبحث في مواجهة الظاهرة.
وتوجهت إدارة جامعة القاهرة بالشكر والتقدير لكل من شارك في هذه الحملة من قيادات وأعضاء هيئة التدريس والعاملين والطلاب، مؤكدة الالتزام بحماية الشباب وتحصينهم وبناء جيل واعٍ قادر على مواجهة التحديات. كما أوضحت أن هذه الحملة نموذجٌ للمسؤولية المجتمعية والوعي المؤسسي بدور الجامعة في الوقاية وصون الصحة وبناء قيمٍ إيجابية في المجتمع الجامعي. وتؤكد الجامعة استمرار جهودها في تعزيز ثقافة الوقاية والارتقاء بالصحة العامة بين جميع منتسبيها.


