تكشف نتائج دراسة منشورة في مجلة JAMA Network Open أن النشاط البدني المنتظم في منتصف العمر قد يكون أحد أقوى الأسلحة لحماية الدماغ من التدهور المعرفي. تشير الدراسة إلى أن الأشخاص بين 45 و64 عامًا الذين يحافظون على ممارسة الرياضة بشكل منتظم يقلّلون خطر الإصابة بالخرف بنسبة تصل إلى 45%، مع فائدة واضحة على الذاكرة والوظائف الذهنية. راجعت الدراسة عوامل متعددة مثل التدخين والوزن وضغط الدم والكوليسترول والسكري وحتى العوامل الجينية، لكن ظل النشاط البدني العامل الأكثر ارتباطًا بالوقاية من الخرف.
الفترة الذهبية في منتصف العمر
تُعتبر الأربعينيات والخمسينيات نافذة زمنية يستطيع الدماغ خلالها بناء الاحتياطي المعرفي، وهو القدرة على تحمل التلف دون ظهور أعراض مبكرة. تعمل التمارين على تحسين تدفق الدم إلى الدماغ، وتقلل الالتهابات المزمنة، وتدعم نمو وصلات عصبية جديدة. هذه العمليات تجعل الدماغ أقل عُرضة للتدهور مع التقدم في العمر.
التمارين الأكثر فاعلية
تشير الإرشادات الصحية إلى أن التمارين المتوسطة إلى الشديدة هي الأكثر تأثيرًا، وتضم المشي السريع والركض وركوب الدراجات والسباحة والرقص والتمارين الهوائية. وتوصي الإرشادات بممارسة 150–300 دقيقة أسبوعيًا من التمارين المعتدلة أو ما يعادلها من التمارين الأعلى شدة. يمكن البدء في هذه النشاطات حتى في الأربعينيات أو الخمسينيات من العمر لتحقيق فائدة في تقليل خطر الخرف.
هل فات الأوان لبدء الرياضة؟
الخبر السار أن الفوائد لا ترتبط بالبدايات المبكرة، فحتى الأشخاص الذين لم يزاولوا الرياضة في شبابهم يمكنهم تقليل خطر الخرف إذا بدأوا في الأربعينيات أو الخمسينيات من العمر. يمكن للتغيير البسيط في نمط الحياة مثل زيادة عدد خطوات المشي أو الانخراط في نشاط بدني محبّب أن يحدث فرقًا مع مرور الوقت. التزام بخطة بسيطة وثابتة يساعد على الوصول إلى نتائج ملحوظة رغم التأخر في البدء.
تطبيق النتائج عمليًا
ينصح الخبراء باعتماد المشي اليومي والتحرك المتكرر خلال اليوم وتحديد جدول أسبوعي للنشاط. تشير الإرشادات إلى التحرك كل ساعة لمنع الجلوس الطويل وتبني هوايات نشطة مثل السباحة أو الرقص. كما يمكن إشراك الأسرة في أنشطة حركية ممتعة ورفع مستوى النشاط من خلال استخدام السلالم بدلاً من المصعد.


