أوضح تقرير صحي أن ارتفاع الحرارة عند الأطفال غالباً ما يعكس استجابة مناعة الجسم للعدوى وليس بالضرورة وجود مرض خطير. فالمؤشر ليس في حد ذاته خطراً بل علامة على بدء مواجهة الجسم للعدوى. لذا، لا ينبغي القلق بصورة مفرطة بل يجب تقييم الوضع ومتابعة الأعراض واتخاذ إجراءات آمنة. يؤكد المصدر أن الفهم الصحيح لأسباب الحمى يساعد على اختيار التدخل المناسب وتخفيف المخاطر.
دلالات الحرارة ومرحلة القلق
تعتبر درجة الحرارة الطبيعية عادة بين 36.5 و37.5 درجة مئوية، وعندما تتجاوز هذه الحدود خصوصاً قرب 39 درجة، تكون الأجهزة الحيوية في حالة استنفار. غالباً ما تكون العدوى الفيروسية هي السبب الأكثر شيوعاً للحمى، وتليها الالتهابات البكتيرية أو التهابات الجهاز التنفسي والهضمي. كما قد تظهر الحمى أحياناً بعد التطعيم أو أثناء التسنين عند الرضع. تنبه العلامات الدالة على القلق مثل النعاس الزائد أو رفض الرضاعة أو البكاء المستمر أو حدوث تشنجات، فيجب التوجه إلى الطبيب فوراً.
طرق تبريد الجسم
وتنصح الإرشادات بتبريد الجسم باستخدام منشفة مبللة بماء دافئ ومسح مناطق الجبهة والإبطين والفخذين ومؤخرة الرقبة لتبديد الحرارة بسرعة. فالماء الدافئ يفتح الأوعية الدموية ويساعد على فقدان الحرارة، بينما يمكن للماء البارد أن يسبب انقباضاً مؤقتاً يعوق فقدان الحرارة. كما يراعى أن يلبس الطفل ملابس قطنية خفيفة وتجنب تغطيته بغطاء سميك حتى لو بدا عليه الارتجاف، فذلك الارتجاف قد يكون مؤشراً على مجرد استجابة جسدية وليس برداً حقيقياً. الهدف هو دعم تبديد الحرارة ومنع ارتفاعها دون تعريض الطفل لضغوط إضافية.
الترطيب والتغذية أثناء الحمى
خلال الحمى يفقد الجسم كميات كبيرة من السوائل عبر التعرق والتنفس السريع، لذلك يعتبر الترطيب أساسياً. يمكن الاعتماد على الماء والسوائل المتنوعة مع الاعتماد على العصائر الطبيعية والشوربات الدافئة كخيارات مناسبة للسوائل. إذا رفض الطفل الشرب، يمكن استخدام الملعقة الصغيرة أو القطارة لإعطاء كميات صغيرة بشكل متكرر. كما يساهم تناول أطعمة غنية بفيتامين ج مثل البرتقال والكيوي واليوسفي في دعم المقاومة، ويدعم الكالسيوم العضلات خلال مرحلة التعافي.
الأدوية الخافضة للحرارة
عندما تصل الحرارة إلى 38.5 درجة مئوية وتظهر علامات الإجهاد على الطفل، يجوز استخدام خافضات الحرارة وفق توجيهات الطبيب أو الصيدلي. تعتبر الأمانة في هذا السياق تعتمد غالباً على وجود الباراسيتامول أو الإيبوبروفين، ويحدد مقدار الجرعة بناءً على عمر الطفل ووزنه بدقة. يحظر إعطاء الأسبرين للأطفال لأنه قد يسبب متلازمة راي التي تصيب الكبد والمخ. كما يستحسن عدم خلط أكثر من نوع من خافضات الحرارة في وقت واحد لتجنب التسمم الدوائي.
ما يجب تجنبه
تجنب استخدام الكمادات الباردة أو الثلج المباشر لأنها قد تبقي الجلد في حالة برودة زائدة. لا تُجبر الطفل على الأكل إذا لم يرغب، فالهضم يستهلك طاقة يحتاجها الجسم لمحاربة العدوى. كما يجب الامتناع عن الاعتماد على وصفات شعبية غير مثبتة علمياً مثل وضع الليمون على الجلد أو تناول مشروبات عشبية غير معروفة المصدر. عند حدوث تشنجات، لا تحاول فتح فم الطفل بالقوة بل وضعه على جانبه واتصل بالطبيب فوراً.
تقييم طبي عاجل للحمى
إذا استمرت الحمى لأكثر من يومين أو كانت درجة الحرارة تتجاوز 40 درجة مئوية رغم العلاج، فإن تلك الحالات تستدعي فحصاً طبياً عاجلاً. كما أنه في الرضع دون الثلاثة أشهر، أي ارتفاع بسيط في الحرارة يستلزم مراجعة الطبيب فوراً. يوصى بمراقبة تطوّر الأعراض وتسجيل درجات الحرارة على مدار اليوم لتقييم استجابة الجسم وتوجيه القرار الطبي لاحقاً.


