ما هي متلازمة تكيس المبايض؟

يُعدّ متلازمة تكيس المبايض اضطرابًا هرمونيًا يحدث عندما تُنتج المبايض هرمونات بكمية زائدة، من بينها الأندروجينات. تؤدي هذه الزيادة إلى اختلال في التوازن الهرموني في الجسم. كما قد تسبب اضطرابات في الحيض، وربما صعوبة الحمل عند الراغبات في الإنجاب. وفي بعض الحالات تظهر أكياس صغيرة على المبايض تحتوي بويضات غير ناضجة.

في أي سن تبدأ المتلازمة؟

يمكن أن تبدأ الإصابة بعد البلوغ، وتُكتشف غالبًا في العشرينات أو الثلاثينات أثناء التخطيط للحمل. تزداد احتمالية الإصابة مع وجود السمنة أو وجود أحد الأقارب المصابين بالمتلازمة. كما أن وجود عوامل مثل تاريخ عائلي أو زيادة الوزن يرفع خطر ظهور الأعراض.

مدى شيوع المتلازمة

تشير التقديرات إلى أن نحو 15% من النساء في سن الإنجاب يعانين من المتلازمة، وهو معدل يجعلها من أكثر أسباب العقم شيوعًا بين النساء. وتظهر الحالة بطرق مختلفة بين الأفراد، فقد تتباين شدتها من فتاة إلى أخرى. قد تظهر أعراض مثل تغيّر في الدورة الشهرية أو مشاكل في الخصوبة، وهذا يؤثر على جودة الحياة. وفي بعض الحالات قد لا تكون هناك أعراض ظاهرة حتى تواجه المرأة صعوبة في الحمل.

أعراض متلازمة تكيس المبايض

تظهر الأعراض بطرق مختلفة ولكن الشائع منها وجود دورة شهرية غير منتظمة أو غيابها. قد تواجه المرأة نزيفًا غير منتظم أو غزارة في الدم خلال الحيض. كما يظهر الشعر الزائد في الوجه أو البطن أو الصدر أو الذراعين. وفي بعض الحالات يظهر حب الشباب خاصة على الوجه والصدر والظهر.

تشير أيضًا إلى وجود مشاكل في الوزن مثل السمنة، وتظهر علامات التصبّغ الداكن في الرقبة والإبطين وتحت الثديين، وهي علامات مرتبطة بمقاومة الإنسولين. قد تظهر أكياس على المبايض في التصوير بالموجات فوق الصوتية وتدل على تغيّر في نسيج المبايض. كما قد يعاني البعض من ترقق الشعر أو تساقطه تدريجيًا، وتؤثر مشاكل الإباضة على فرص الحمل.

الأسباب والعوامل المساهمة

لا يوجد سبب محدد للمتلازمة، لكن هناك عوامل مساهِمة. أولها ارتفاع مستويات الأندروجينات، ما يمنع الإباضة ويسبب الشعر الزائد وحب الشباب. ثانيها مقاومة الإنسولين، حيث ترتفع نسبة الأندروجينات مع زيادة مقاومة الإنسولين وتؤثر سلبًا على الإباضة.

ثالثها وجود التهاب مزمن منخفض الدرجة، وهو حالة الالتهاب في الجسم قد تزيد من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية وتؤثر على الصحة العامة. وتظهر الدراسات أن وجود تاريخ عائلي قد يرفع احتمال الإصابة. كما أن العوامل الوراثية قد تلعب دورًا في زيادة احتمال الإصابة.

علاج متلازمة تكيس المبايض

يهدف العلاج في الحالات التي لا تخطط فيها المريضة للحمل إلى تنظيم الدورة والتحكم في الأعراض. توصي الدراسات باستخدام وسائل منع الحمل الهرمونية لتنظيم الحيض وتقليل حب الشباب والشعر الزائد. كما يمكن استخدام أدوية لتحسين حساسية الإنسولين وتثبيط الأندروجينات للحد من الشعر الزائد والحب الشباب. ويمثل تغيّر نمط الحياة الصحي، مثل نظام غذائي متوازن وممارسة الرياضة، جزءًا أساسيًا من العلاج.

يهدف العلاج في حال رغبة المرأة بالحمل إلى تحفيز الإباضة باستخدام أدوية أو حقن هرمونية. قد يوصى بإجراء جراحي محدود على المبايض لإزالة جزء من أنسجة المبايض المنتجة للأندروجينات في حالات نادرة. وفي حال فشل الأدوية في تحقيق الحمل، يتاح خيار التلقيح الصناعي (IVF) كخيار متاح. يضع الطبيب خطة مناسبة وفق حالة المرأة وتاريخها الصحي.

شاركها.
اترك تعليقاً