يدخل روبوت الذكاء الاصطناعي الوكيل في حجوزات عطلتك قريباً، ويستخدم ملايين المسافرين الذكاء الاصطناعي لمقارنة خيارات الرحلات الجوية والفنادق وسيارات الإيجار وغيرها.
ويقول نحو 30 في المئة من المسافرين الأميركيين إنهم مرتاحون لاستخدام الذكاء الاصطناعي لتخطيط رحلاتهم، لكن هذه الأدوات على وشك أن تحدث نقلة نوعية.
ويؤكد المطورون أن الذكاء الاصطناعي الوكيل سيكون قادراً على العثور على الحجوزات، ودفع ثمنها بتدخل بشري محدود، وتُجري شركات مثل إكسبيديا وغوغل وكاياك وبرايسلاين تجارب على أدوات الوكيل أو إطلاقها.
وسيحدد المسافرون الذين يستخدمون الذكاء الاصطناعي الوكيل معايير مثل التواريخ ونطاق الأسعار لخطط سفرهم، ثم يسلمون معلومات بطاقات الائتمان الخاصة بهم إلى الروبوت الذي سيراقب الأسعار ويجري الحجز نيابةً عنهم.
من المتوقع أن تنمو هذه الأدوات بسرعة مع انتشارها، إذ يخطط 80 في المئة من مسؤولي السفر لبدء تقديم أدوات الذكاء الاصطناعي الوكيل على نطاق واسع في غضون السنوات الخمس المقبلة، وفقاً لتقرير صادر عن ماكينزي وشركاه وستيفت.
تصورات الواقع والمستقبل
حالياً لا تستطيع الأدوات الوكيلة الحجز بشكل مستقل؛ لكنها توفر مستوى إدراك دقيقاً يفوق عمليات البحث التقليدية وتعمل كمساعد شخصي للمستخدم.
يمكن النظر إلى الذكاء الاصطناعي الوكيل كمساعد شخصي يسمح بتفويض مهام طويلة مثل متابعة أسعار الرحلات، ليعود بخيارات أكثر صلة بأسفارك من خلف البحث اليدوي.
عند مقارنة خيارات الفنادق، يجب أن تكون الأداة الوكيلة قادرة على تحديد أسعار عدة فنادق لتواريخك المتوقعة، والتأكد من توفرها، وتجميعها في مكان واحد لتسهيل المقارنة، وقد توصي أداة توليدية بفنادق مناسبة مع روابط للمواقع للتحقق من التفاصيل.
أدوات ذكية
روبوت «بينى» من Priceline أصبح يتيح إجراء عدة عمليات بحث في وقت واحد، وإطلاع المستخدم على عطلة نهاية أسبوع توفر أرخص رحلات إلى ميامي، ويقول كوبوس كوك إن التكنولوجيا اللازمة لأتمتة الشراء موجودة، لكن المستهلكين قد لا يرغبون في استقلالية مطلقة.
عندما ظهر Penny لأول مرة في 2023 كان يجيب عن أسئلة بسيطة، أما اليوم فقد يستطيع إجراء عدة بحثات في آن واحد وإخبار المستخدم عن خيارات مناسبة، وثلّث القول: ربما يقوم Penny بمهمه بشكل مستقل أو شبه مستقل في المستقبل.
للجانب الآخر، يعمل Kayak على برنامج يمكنه حجز وتعديل وإدارة السفر في الوقت الفعلي، ويصفه بأنه مشروع يحتاج سنوات حتى يكتمل مع تغير عادات المستهلكين.
بدأت Google في طرح أدوات الذكاء الاصطناعي الوكيل تدريجياً للعثور على حجوزات المطاعم وتذاكر الفعاليات، ولم تُعلن الشركة عن جدول زمني لإتمام الحجوزات مباشرةً، لكن أشارت مدونتها إلى أن المستقبل قد يتيح إتمام حجوزات الرحلات الجوية والفنادق باستخدام وضع الذكاء الاصطناعي.
رد فعل المسافرين
يثير الثقة والحذر تساؤلات حول الاعتماد على AI، فوفق تقرير حالة السفر 2025 من Skift أن 2 في المئة فقط من المسافرين مستعدون لمنح الذكاء الاصطناعي استقلالية في الحجز أو تعديل الخطط بعد التوجيه البشري.
وجد تقرير منشور على Booking.com في يوليو الماضي أن 12 في المئة من المشاركين مرتاحون للسماح AI باتخاذ قرارات مستقلة، وأن الفرصة الأكبر تكمن في جعل AI أداة داعمة تعزز الحكم البشري لا أن تحل محله.
وفي الوقت نفسه، أشارت Skift إلى أن أكثر من 90 في المئة من المسافرين يحثون بشدة ثقتهم بمعلومات السفر المولّدة بواسطة الذكاء الاصطناعي.
خلال هذه الفترة، يبقى قلق الخصوصية مصدر قلق رئيسي، فقد أظهرت دراسة Booking.com أن أكثر من نصف المستخدمين قلقون بشأن كيفية استخدام الشركات لبياناتهم، وهو عقبة سيحتاج المطورون إلى التغلب عليها لإقناع المستخدمين بإدخال أرقام بطاقاتهم الائتمانية.
ويقول المؤيدون بأن منح موافقات محددة مسبقاً لعمليات الشراء وفق معايير واضحة ليس أمراً مختلفاً عن إجراء الشراء بنفسك، وهو ما يدعم فكرة أن الذكاء الاصطناعي يعمل كأداة تعزيز للحكم البشري لا بديله بالكامل.
ألا يختلق الذكاء الاصطناعي الأمور؟
تُعدّ الهلوسة، حيث تقدم روبوتات المحادثة معلومات خاطئة في إجاباتها، مشكلة معروفة ومقلقة. وتؤكد شيلبا رانغاناثان أن الدقة هي الأساس في السفر، وإلا فقدت الثقة فوراً إذا اقترح AI فندقاً أو رحلة أو متطلبات تأشيرة خاطئة.
ولتقليل المخاطر، تعتمد إكسبيديا على معلومات من نفس مجموعة البيانات التي استخدمتها واجهة الحجز التقليدية، وليس من شبكة الإنترنت الأوسع كما تفعل روبوتات الدردشة العامة.
وتشير شركات أخرى إلى وجود ضمانات مماثلة، ويؤكد كوك أن الاختبارات الدقيقة وملاحظات العملاء ستساعد في كشف المشكلات وإزالتها، وأن السوق لم يبلغ مرحلة الاعتماد الكلي بعد، وأن الشركات تتحمل مسؤولية عدم الضغط على العملاء بمنتجاتها.
حقائق
80% من التنفيذيين في قطاع السفر يخططون لبدء تقديم أدوات الذكاء الاصطناعي الوكيل على نطاق واسع في غضون السنوات الخمس المقبلة.


