توضح الدراسات النفسية أن مرحلة كي جي من عمر 3–6 سنوات تعتبر من أخطر المراحل وأدقها حساسية، إذ يبدأ الطفل في تكوين إدراك جسده ولكنه يفتقد عادة مهارات التمييز والدفاع. وتؤكد ضرورة اتخاذ إجراءات احترازية محددة لحماية الأطفال من التحرش وتفادي مخاطرها. وتشير إلى تطبيق قواعد تربوية بسيطة تضع أساساً لحماية الطفل وتأمين نموه السليم. وتتطلب هذه الأساليب توعية الأهل وتفعيل ممارسات عملية يسهل تنفيذها في الحياة اليومية.

المساحات الثلاث

يفهم الطفل ببساطة أن جسمه مقسم إلى مساحة عامة هي الرأس والكتف واليد، ومساحة خاصة تشمل الصدر والبطن والظهر، ومساحة ممنوعة تماماً هي المناطق التناسلية. يشرح ذلك بقصة قصيرة أو رسم توضيحي مبسط وليس بتفاصيل قد تثير القلق. تؤسس هذه القاعدة أساس التمييز بين اللمسات المقبولة وغير المقبولة وتحمي الطفل من الإيذاء.

اللمسة الآمنة واللمسة غير الآمنة

يُعلم الطفل أن اللمسة الآمنة تشمل لمس الأم أثناء تغيير الملابس أو الطبيب أثناء الكشف بحضور أحد الوالدين. أما اللمسة غير الآمنة فهي لمس يجعل الطفل يشعر بعدم الراحة أو يطلب الشخص حفظ السر أو يرفض الطفل إبلاغه. يتم توجيه الطفل إلى الإبلاغ عن أي لمس غير مريح فوراً وبأمان دون خجل.

تدريب الطفل على جملة الرفض المباشر

يجب تدريب الطفل عمليًا عبر تمثيل مواقف يردد فيها: “لأ… مش عايز” ثم يبتعد فوراً. يستجيب الطفل في هذا العمر بشكل أقوى للتدريب التمثي ل وليس للكلام النظري فقط. يفضل أن يتم التدريب ضمن بيئة آمنة وتحت إشراف بالغ لضمان تكرار الاستجابة تلقائيًا عند الخطر.

قاعدة “الصوت العالي”

يُعلم الطفل أن القوة لا تقتصر على البنية البدنية بل تشمل الصوت المرتفع والركض والبحث عن أقرب شخص بالغ. يتم تدريب الطفل ليستخدم هذه الاستراتيجيات كتصرف تلقائي عند وجود خطر. يساعد التكرار المستمر على تحويل السلوك إلى عادة حماية تلقائية.

منع أي شخص غير الوالدين من تغيير ملابس الطفل

في عمر كي جي يجب أن لا يقوم أي شخص غير الوالدين بتغيير ملابس الطفل. ينبغي أن يكون ذلك في حضور مربية موثوقة وتحت مراقبة مباشرة. تشير الدراسات إلى أن الكثير من حالات التحرش تحدث أثناء تغيير الملابس ودخول الحمام.

عدم إجبار الطفل على الأحضان أو القبلات

يجب احترام رفض الطفل وعدم إجباره على الأحضان أو القبلات من الأقارب. يساهم ذلك في الحفاظ على حدود جسمه وتوضيح الفرق بين اللمسات المقبولة وغير المقبولة. الاستمرار في فرض القبول يؤدي إلى تشويش فهمه ويقوض ثقته بالأهل.

قاعدة “ما فيش أسرار في الجسم”

يُعلم الطفل أن الجسم ليس فيه أسرار، وأن أي حديث عن السر يعتبر أمراً غير صحيح. غالباً ما يبدأ المتحرش بمحاولة جعل الطفل يحفظ السر كذريعة. يَحث الأهل الطفل على الإبلاغ فوراً عن أي أمر يزعجه وعدم كتمان المعلومات.

مراقبة الطفل عند الذهاب والعودة من المدرسة

يُوصى بتوثيق من يصعد وينزل مع الطفل والتأكد من وجود مشرفة مسئولة وعدم ترك الأطفال بمفردهم بعد النزول. يُعد باب الباص ومراقبوه من العوامل الأساسية في حماية الأطفال أثناء الانتقال. تساهم هذه الإجراءات في تقليل مخاطر التعرض أثناء التنقل.

فحص الرسومات واللعب التخيلي

تشير الدراسات إلى أن 82% من الأطفال الذين تعرضوا لانتهاك يظهرون ذلك من خلال الرسومات واللعب بالعرائس وتحديد مسارات لمس العرائس واختيار شخصيات بعينها. يمثل ذلك فحصاً مبكراً مهماً يساعد في اكتشاف وجود إشارات قلق. يجب على الأهل والمعلمين متابعة هذه المؤشرات ضمن بيئة آمنة ومفتوحة للحديث.

بناء علاقة ثقة تجعل الطفل يبلغ فورًا

أثبتت الأبحاث العصبية أن الطفل يبلغ عن المخاوف عندما يشعر بأنه لن يُعاقب أو يُكذب. أي خوف أو توبيخ يجعل الطفل هدفاً للمتحرش ويقلل من احتمالية الإبلاغ. لذلك تُبنى بيئة منزلية وآمنة تشجع الطفل على التحدث فوراً عند وجود أي تهديد.

تدريب الطفل على قاعدة “الابتعاد ٣ خطوات”

تستند هذه القاعدة إلى أساليب الدفاع النفسي عند الأطفال، ففي حال اقترب شخص بشكل غير آمن يجب أن يتراجع الطفل ثلاث خطوات فوراً. يمنح هذا التراجع مساحة آمنة نفسياً وسلوكياً ويقلل من خطر التماس المباشر. يتم التدريب على هذا المبدأ من خلال تمارين واقعية متكررة ضمن إطار آمن.

قواعد حمامات المدرسة

تضع المدرسة قواعد ذهبية لضمان أمان الأطفال في الحمامات، مثل عدم دخول الطفل الحمام وحده وعدم وجود أي بالغ داخل الحمام، وعدم السماح بإغلاق الباب بشكل كامل. يُدرَّب الطفل على الخروج فوراً إذا شعر بعدم الارتياح. تؤول هذه القواعد إلى تعزيز الشعور بالأمان وتقليل المخاطر أثناء استخدام مرافق المدرسة.

متابعة الطفل طبيًا كل ٣ أشهر

تجرى فحوصات نفسية-سلوكية بسيطة بشكل دوري للمساعدة في اكتشاف أي تغيرات وتحسين مهارات الحماية وتقييم وجود إشارات مقلقة. تستخدم مدارس دولية كبرى هذه المتابعة كمعيار لحماية الأطفال وتقييم صحتهم النفسية والسلوكية. تعد متابعة دورية خطوة مهمة في رصد النمو الآمن وتطوير قدرات الحماية لدى الطفل.

شاركها.
اترك تعليقاً