أفادت تقارير إعلامية محلية ودولية بانتشار اختبارات الحمض النووي DNA بين الأوغنديين في سياق جدل اجتماعي حول نسب الأبناء والميراث. وأشارت إلى ارتفاع ملحوظ في عدد الرجال الذين تقدموا لإجراء التحليل طوعاً، بدافع الشك أو النزاع العائلي، ما أدى إلى ظهور نتائج غالباً ما تكون صادمة للأسر. وتحدثت المصادر عن وجود طلبات رسمية من مختبرات وزارة الشؤون الداخلية لإجراء اختبارات DNA، إضافة إلى مبادرات فردية. وتعرضت النتائج أثرًا على العائلات وتسببت في نقاش حول الحدود الأخلاقية والإنسانية لهذه الفحوصات.

وأفادت وكالة الأسوشيتد برس بأن المختبرات الحكومية شهدت زيادة ضخمة في أعداد الطلبات الرسمية لإجراء التحليل، إما بأوامر قضائية أو كمبادرات فردية. كشفت البيانات أن نحو 95% من طالبي التحليل من الرجال، بينما أظهرت النتائج في أكثر من 98% من الحالات عدم وجود صلة بيولوجية بين الآباء المفترضين والأطفال. أثارت هذه الأعداد دعوات من زعماء دينيين وتقاليديين للتهدئة وتذكير المجتمع بقيم التسامح. كما أثارت نقاشاً واسعاً حول أخلاقيات فحوص النسب وحدودها الإنسانية.

من الشكوك العائلية إلى تساؤلات علمية

أصبح فحص النسب يطرح سؤالاً علمياً محورياً عن مدى قدرة جزيء لا يرى بالعين المجردة على كشف أسرار النسب والهُوية بدقة عالية. يعد الكود الجيني فريدًا ولا يتكرر إلا في حالتي التوأم المطابق، وهذا يجعل الاختبار أداة حاسمة لتحديد العلاقة البيولوجية. تبرز التفسيرات العلمية أن النسب البشرية تتطلب مقارنة آلاف المواقع الجينية، لكنها تتركز عادة على 16 إلى 21 علامة لتأكيد النسب. وينبه البعض إلى أن النتائج قد تطرح أسئلة أخلاقية وخصوصية في سياقات الأسرة.

كيف تُجرى عملية فحص الحمض النووي؟

بحسب Endeavor DNA، تتضمن الخطوات الأساسية جمع العينة واستخلاص الحمض النووي وتضخيم المادة الوراثية وفصل الشيفرات الجينية والمقارنة. أولاً، تُؤخذ العينة من خلايا بطانة الفم باستخدام مسحة قطنية تمر داخل الخد، وهي طريقة غير مؤلمة ولا تحتاج تجهيزاً مسبقاً. كما يمكن استخدام الشعر أو قطرات الدم أو أي سائل جسدي يحتوي على المادة الوراثية. بعد وصول العينة إلى المختبر، تُفكك أغشية الخلايا باستخدام إنزيمات متخصصة لتحرير الحمض النووي ثم تُنقى العينة لضمان الدقة ومنع التلوث. تُضاعف كمية الحمض النووي باستخدام تفاعل البوليميراز المتسلسل (PCR) مئات المرات ليتيح دراسته وتحليل تسلسله بدقة.

بعد ذلك، تُنفذ خطوة استخلاص الحمض النووي باستخراج المادة الوراثية من الخلية وتحريرها. تُجرى عملية الاستخلاص في بيئة معقمة لضمان نقاوة العينة ومنع التلوث. تهدف هذه الخطوة إلى توفير مادّة نقية قابلة للتحليل في المراحل التالية.

تُضاعف كمية الحمض النووي باستخدام PCR مئات المرات ليتيح دراسته وتحليل تسلسله بدقة. وتُساعد هذه التقنية على إنتاج كميات كافية من المادة الوراثية لإجراء التحاليل التفصيلية. وتُعد هذه الخطوة عمود التحاليل الأساسية للأبوّة والهوية الجنائية.

يُمرر الحمض النووي عبر جهاز الرحلان الكهربائي لفصل الشيفرات حسب الحجم والشحنة، ما يعطي خريطة جينية تبرز أنماط فردية. تعتمد دقة الفصل على جودة العينة ونظافتها وتطبيق بروتوكولات دقيقة في المختبر. وتُستخدم النتائج النهائية في المقارنة مع عينات أخرى لتحديد وجود علاقة بيولوجية.

ثم تُقارن النتائج الناتجة مع عينة الأب المفترض أو الطفل للتحقق من وجود علاقة بيولوجية. تتركز المقارنة عادة على 16 إلى 21 علامة وراثية، وتكون نسبة التطابق المرتفعة كافية لإثبات النسب. إذا تطابقت نصف العلامات وكانت النسبة تفوق 99.9%، يُعلن وجود علاقة بيولوجية مؤكدة.

شاركها.
اترك تعليقاً