أعلنت مجموعة من الباحثين في جامعة روتجرز نتائج جديدة حول طفرة نادرة تسمى CSF2RB A455D، التي وجدت في الخلايا المناعية لدى عدد محدود من المصابين بمتلازمة داون. وتبين أن هذه الطفرة قد تمنح الخلايا المناعية في الدماغ قدرة إضافية على الصمود أمام الضرر المرتبط بمرض الزهايمر. ونقلت تقارير عن مجلة Nature Neuroscience عبر Medical Xpress أن الاكتشاف قد يعيد تشكيل الطريقة التي يفكر بها العلماء في العلاج، فبدلاً من التركيز على زيادة المخاطر يبحث العلماء عن الطفرات التي تمنح المرونة. ويسلط العمل الضوء على تحوُّل محتمل في أبحاث المرض نحو تقوية آليات الدفاع الذاتي في الدماغ لتوفير حماية أطول زمنًا.
تركّز الدراسة على الخلايا الدبقية الصغيرة، وهي خلايا مناعية في الدماغ تتخلص من الفضلات وتحمي الخلايا العصبية. وباستخدام تقنية الخلايا الجذعية، أنتج الباحثون خلايا دبقية صغيرة بشرية تحمل الطفرة ثم زرعوها في أدمغة فئران لتكوين نموذج دماغ هجين. وبعرض هذه الفئران لبروتينات مرتبطة بمرض الزهايمر، أظهرت النتائج أن الخلايا المصابة بالطفرة حافظت على شبابها وتجنبت الالتهاب المزمن. كما أظهرت الخلايا المتحورة قدرة محسّنة على التخلص من البروتينات الضارة وحماية الخلايا العصبية المجاورة.
آلية حماية الخلايا الدبقية
عندما وضع الباحثون الخلايا الدبقية الصغيرة المتحورة وغير المتحورة معًا في بيئات دماغية تحتوي على بروتينات مرتبطة بمرض الزهايمر، تولت الخلايا المتحورة زمام الأمور تدريجيًا. ضعفت الخلايا غير المتحورة مع مرور الوقت، بينما بقيت الخلايا المتحورة قوية، مما عزز استجابة المناعة في الدماغ وحماية الخلايا العصبية المجاورة. وهذا التأثير لم يقتصر على خلايا المصابين بمتلازمة داون بل ظهر أيضًا في خلايا عامة الناس.
توجهات العلاجات المحتملة
أوضح الباحثون أن النتائج تفتح بابًا لاستراتيجيات علاجية جديدة، من بينها زرع خلايا دبقية صغيرة معدلة وراثيًا تحمل الطفرة الوقائية في أدمغة المرضى. قد يتضمن خيار آخر استخدام العلاج الجيني لإدخال هذه الطفرة مباشرة إلى الخلايا الدبقية الموجودة، مما قد يعيد إليها قدرتها على الدفاع ضد أضرار الزهايمر. تفتح هذه الاستراتيجيات الباب أمام تعزيز المرونة الدفاعية للدماغ بجانب تقليل تراكم البروتينات السامة.


