أجرى باحثون من جامعة ألبرتا دراسة جديدة لتقييم قدرات النماذج اللغوية الكبيرة في التفكير السريري، وهي العملية التي تشمل فرز الأعراض وطلب الاختبارات الصحيحة وتقييم المعلومات الجديدة وتحديد ما إذا كان هناك خطأ في تشخيص المريض. وجدت الدراسة أن هذه النماذج تواجه صعوبات في تحديث أحكامها عندما تتوافر معلومات جديدة وغير مؤكدة، وغالباً ما تفشل في إدراك أن بعض البيانات غير ذات صلة تماماً. كما أن بعض التحسينات المصممة لتعزيز قدرتها على التفكير تؤدي إلى زيادة الثقة غير المبررة، وهو أمر يفاقم مشكلة الثقة المفرطة.

أداء التفكير السريري

أشار الباحثون إلى أن تفوق نماذج الذكاء الاصطناعي في اختبارات الترخيص الطبي لا يعني بالضرورة قدرة على التفكير السريري المعقد. المهارة الحاسمة في الطب تعتمد على القدرة على التكيّف مع سياقات جديدة والتعامل مع عدم اليقين، وهو ما يحكمه الطبيب بشكل يدوي. وأشار ماكوي إلى أن الأداء في مهمة مثل التفكير السريري يعتمد بشكل كبير على المهمة نفسها وأن التحصيل الأكاديمي في مواد الاختيار من المتعدد لا يترجم دائماً إلى توافق مع السياق النصي. ولا يعني ذلك أنه لا يمكن تحسين النماذج؛ فالتطوير مستمر، ولكن المسؤولية الأخلاقية تقع على الباحثين لاستخدام أفضل التقنيات بشكل مسؤول.

التحديات والآفاق

تؤكد النتائج أن الذكاء الاصطناعي قد يظل أداة محتملة في التفكير السريري لكنها تحتاج إلى اختبارات وتدقيق مستمر قبل الاعتماد عليها في الممارسة السريرية. وأوضح ماكوي أن التكنولوجيا باقية لكنها تحتاج إلى إطار أخلاقي ومسؤول لضبط استخدامها، فقد تتكامل في المستقبل مع تقنيات مثل التصوير بالرنين المغناطيسي أو أجهزة جراحية جديدة. وفي نهاية المطاف، قد تصبح هذه التقنية أداةً تدعم التفكير السريري لكنها لن تحل محل الطبيب الماهر الذي يجمع الخبرة والتقييم البشري.

شاركها.
اترك تعليقاً