شهد الدكتور مصطفى مدبولى رئيس الوزراء فاعليات إطلاق الهيئة العامة للرعاية الصحية في الملتقى السنوي السادس بالعاصمة الإدارية الجديدة تحت شعار “من الرؤية إلى التوسع.. نرتقي بالرعاية الصحية إلى المعايير العالمية”، وذلك بالتزامن مع مرور ست سنوات على إطلاق الرئيس عبدالفتاح السيسي مشروع التأمين الصحي الشامل من محافظة بورسعيد. وحضر الفاعليات عدد من الوزراء والمسؤولين الحكوميين. تركّزت الفاعليات على ملامح المرحلة المقبلة في منظومة التأمين الصحي الشامل وتبرز التطورات التي شهدتها المحافظات التي انتقلت إليها المرحلة الأولى.
أبرز المحاور والإنجازات
عرض الملتقى فيلمًا وثائقيًا يسلط الضوء على تطورات منظومة التأمين الصحي الشامل في المحافظات التي تم تطبيق المشروع فيها خلال المرحلة الأولى. أكد الدكتور أحمد السبكي أن الملتقى يشهد حضورًا واسعًا يضم الوزراء وقادة القطاع الصحي وكبار المسؤولين، إضافة إلى المحافظين والسفراء ورؤساء الهيئات والاتحادات والمنظمات الصحية والإعلاميين. يشارك أيضًا في الملتقى شركاء النجاح من القطاعين الخاص والأهلي ونخبة من خبراء الرعاية الصحية من الدول العربية ومن مختلف أنحاء العالم. يستعرض الملتقى الإنجازات النوعية التي تحققت خلال ست سنوات من تطبيق المرحلة الأولى في ست محافظات، بما في ذلك رفع كفاءة المنشآت وتوسيع نطاق الخدمات وتحسين جودة الرعاية وتطبيق أحدث نظم التحول الرقمي الصحي.
كما يستعرض الملتقى الرؤى والخطط المستقبلية لاستشراف المرحلة الثانية من المنظومة بما يتواءم مع أهداف الجمهورية الجديدة ورؤية مصر 2030. وأشار الدكتور السبكي إلى توقيع خمس وعشرين اتفاقية تعاون جديدة مع كبرى شركات الرعاية الصحية ومنظمات المجتمع المدني والمؤسسات الدولية، بهدف تعزيز الاستدامة وجودة الخدمات وتوسيع المبادرات داخل المنظومة. ويُبرز ذلك أهمية الشراكات متعددة الأطراف في تمويل وتطوير الخدمات الصحية عبر المحافظات.
يتضمن الملتقى عرض أفلام وثائقية مبتكرة إلى جانب قصص واقعية تجسد حجم التحول الذي أحدثته منظومة التأمين الصحي الشامل داخل المنشآت الصحية. وتبرز نماذج من النجاحات والجهود اليومية المبذولة للارتقاء بالخدمات وضمان جودة الرعاية المقدمة للمواطنين. كما يعزز العرضان الوعي المحلي والدولي بأثر الإصلاح الصحي ودوره في توفير رعاية صحية متقدمة.
خلال اليوم الأول من الملتقى تُعقد سلسلة جلسات نقاشية تفاعلية تتناول محاور مستقبل الرعاية الصحية. وتشمل الموضوعات بناء الثقة العالمية في النظم الصحية وتعزيز الجودة والابتكار وتطوير آليات الشراكات الاستراتيجية لضمان استدامة خدمات التأمين الصحي الشامل. وتتبادل الجلسات وجهات النظر حول التوازن بين الصحة والتمويل والاستدامة، كما تناقش دور القطاع الخاص في توسيع إمكانية الوصول إلى الدواء ودعم الصناعة الدوائية الوطنية.
كما يشهد اليوم الأول تكريم رموز عمل الرعاية الصحية وشركاء النجاح والفائزين في المسابقة السنوية للملتقى وجوائز التميز بالهيئة. ويُعبر التكريم عن الإسهامات وجهودهم في دعم مسيرة الإصلاح الصحي وتطوير منظومة الرعاية في مصر. يأتي ذلك تقديراً للجهود المبذولة وتأكيداً على الاستمرارية في الدفع نحو تقديم خدمات صحية عالية الجودة.
وتمتد فعاليات الملتقى على مدار يومين لتشمل ورش عمل وجلسات تدريبية مكثفة تستهدف رفع كفاءة الكوادر الطبية والإدارية. تهدف هذه الورش إلى تعزيز قدراتهم في إدارة وتشغيل الأنظمة الصحية المتقدمة وتوفير منصة لتبادل الخبرات الدولية وأفضل الممارسات العالمية. يسهم ذلك في تعزيز جاهزية المنظومة وضمان جودة الخدمات المقدمة للمواطنين.