أعلن الأمين العام لجامعة الدول العربية ترحيبه بتولي الجمهورية العربية السورية رئاسة الدورة الحالية لمجلس وزراء الإعلام العرب، معبراً عن تقديره لجهود البحرين في قيادة الدورة السابقة. وأعرب في كلمته أمام الدورة الـ55 عن تقديره للمساعي التي قادت البحرين في الدورة السابقة. وذكر أن المشهد الإعلامي العالمي والعربي يشهد تحولات غير مسبوقة بفعل التطور التكنولوجي وصعود جيل جديد يتعامل مع المحتوى بعادات تختلف عما كان سائداً. ولفت إلى أن تقنيات التواصل الاجتماعي تفرز محتوى متطرفاً وجاذباً للاستقطاب وتخلق فقاعات مغلقة من الصدى، وهو ما يستلزم عملاً إعلامياً عربياً يمُدّ جسور الثقة ويواجه فجوة المصداقية.
المهنية والاصطفاف الإعلامي
وضح أن الإعلام العربي يجب أن يظل بعيداً عن الاستقطاب، وأن يظل ولاؤه للمشاهد والقارئ وحدهما، ملتزماً بميثاق الشرف الإعلامي كمرجع أخلاقي ومهني. وأكد أن الإعلام يشكل خط دفاع أمام خطاب التطرف، وأن الاستراتيجية العربية لمكافحة الإرهاب تعكس أهمية تفكيك سرديات العنف وكشف خطاب الكراهية. وأضاف أن المصداقية في الرسالة الإعلامية تبقى حجر الزاوية في مواجهة التشويش والتضليل الذي قد يروجه بعض الفاعلين. وأشار إلى أن التوازن بين المهنية والانحياز العشوائي يحتاج وعيًا مؤسسيًا وتطبيقًا صارمًا للمعايير الأخلاقية.
الخريطة الإعلامية للتنمية المستدامة
استعرض الأمين العام الخريطة الإعلامية العربية للتنمية المستدامة 2030 التي أقرتها القمة العربية في الظهران عام 2018، مؤكّداً أنها تمثل رابطاً أساسياً بين الرسالة الإعلامية وأهداف التنمية في التعليم والصحة والبيئة. وأشار إلى أن الخريطة تشكل جزءاً من الرؤية العربية للتنمية المستدامة 2045 المعتمدة في قمة بغداد العام الجاري، بما يعزز التحول التنموي الشامل للدول العربية. ولفت إلى أن هذا التوجه يفتح قناة توزيع رسائل أكثر فاعلية وتكاملاً مع مسار التنمية في الدول الأعضاء.
القضية الفلسطينية: مسؤولية إعلامية وإنسانية
أكد الأمين العام أن القضية الفلسطينية تمثل مستوى أخطر تواجهه المنطقة، مع بيان أنه يجب مخاطبة الأجيال الجديدة بلغات يفهمونها وتقديم الرواية الفلسطينية بعيداً عن الدعاية الإسرائيلية التي صاغت سردية مضللة لعقود. وأشاد بتفاعل الإعلام العربي مع مآسي قطاع غزة، مع التأكيد على أن المطلوب أكبر من ذلك. وأشار إلى أن صور غزة وجرائم الاحتلال تحتاج إلى رواية واضحة وموضوعية تعزز الموقف العربي وتفضح أشكال العنف. وأن الإعلام يجب أن يكون صوتاً إنسانياً يضيء على معاناة الفلسطينيين ويدعم حقوقهم.
الحضور الرقمي العربي
دعا الأمين العام إلى تفعيل خطة التحرك الإعلامي العربي في الخارج وتكريس حضور مؤثر في الفضاء الرقمي الذي يتنامى فيه صوت التضامن مع فلسطين. وأكد أن الإعلام العربي يملك فرصة تاريخية لاستعادة الثقة بشرط التوجه إلى الجمهور بمهنية وباللغة المعاصرة وبقدرة على تقديم الحقيقة في عالم سريع التغير. وتوقع أن تكون هذه الدورة إضافة حقيقية لمسيرة الإعلام العربي في كسب ثقة الجمهور ورفع الوعي، إذا تم العمل بنهج مهني وشفاف. وتمنى النجاح والتوفيق لأعمال المجلس في المرحلة المقبلة.


