توضح الدراسات أن العطس المتكرر ليس مجرد رد فعل عابر بل علامة على تهيّج في الممرات الأنفية نتيجة لعوامل بيئية أو تحسسية. وتبدأ القصة حين تُثار بطانة الأنف بجزيئات دقيقة، فيرسل الدماغ إشعارًا لإخراجها عبر دفقة هواء قوية. وإذا استمرت النوبة يوميًا فذلك يشير إلى وجود سبب أعمق يستلزم فحصًا دقيقًا.
أسباب العطس المتكرر
قد تكون الحساسية الموسمية من العوامل الأساسية وراء العطس المتكرر، حيث يثير الغبار وحبوب اللقاح وبر الحيوانات والعفن الممرات الأنفية. كما يمكن للروائح القوية أو الدخان أو بعض مواد التنظيف أن تهيّج الممرات الأنفية وتؤدي إلى سلسلة عطاسات. ليس كل العطس ناجمًا عن تحسس، فهناك تغيّرات هرمونية أو تناول أطعمة حارة أو تقلبات مفاجئة في درجة الحرارة قد تثير ذلك.
قد يؤدي وجود زوائد أنفية أو انحراف في الحاجز الأنفي إلى تفاقم الأعراض وجعل العطس متكررًا وصعب السيطرة. في بعض الحالات يتطلب الأمر تقييمًا طبيًا دقيقًا للوصول إلى تشخيص وخيارات علاج مناسبة. يكون التحكم في المثيرات البيئية جزءًا من الخطة العلاجية.
خطوات سريعة لتهدئة الأنف
ابدأ فور بدء النوبة بتنظيف الأنف بلطف باستخدام مناديل ناعمة لتقليل تهيّج الجلد. استخدم بخاخ محلول ملحي لإزالة المسببات وترطيب الممرات الأنفية. ابتعد عن الروائح القوية والدخان والمحرضات الكيميائية حتى يهدأ الانزعاج. احرص على شرب كمية كافية من الماء للحفاظ على رطوبة الجسم وتخفيف الاحتقان.
متى يصبح العطس مزمنًا؟
عندما تتكرر النوبات يومياً لأسابيع، يجب استشارة أخصائي أمراض الحساسية لتقييم الوضع وتحديد السبب. يمكن أن يحدد اختبار الحساسية المادة المسببة بدقة مثل الغبار أو وبر الحيوانات أو العفن. بعد التشخيص، توضع خطة علاج تشمل تجنّب المسبب واستخدام أدوية مناسبة مثل مضادات الهيستامين أو بخاخات الأنف، وفي بعض الحالات العلاج المناعي.
بيئة منزلية أنف أكثر راحة
ينبغي الحفاظ على نظافة المكان كإجراء وقائي، فتنصح باستخدام مكانس مزودة بنظام تنقية الهواء وغسل أغطية الفراش بماء ساخن أسبوعيًا. التقليل من استخدام السجاد يقلل من تراكم المواد المسببة للحساسية. كما يساعد وجود تهوية معتدلة وجفاف المنزل في منع نمو العفن والرطوبة التي تهيّج الأنف.
متى تحتاج إلى الطبيب؟
لا يعتبر العطس العرضي أمرًا خطيرًا عادة، لكنه يمكن أن يؤثر على النوم والعمل إذا تكرر. إذا رافقه احتقان مستمر ودموع وحكة فإن زيارة الطبيب المختص تصبح ضرورية لتحديد إن كان التفاعل التحسسي أو حالة الالتهاب هي السبب. قد يحتاج الأمر إلى تقييم إضافي بالأشعة أو التنظير الأنفي للوصول إلى تشخيص دقيق وخطة علاج مناسبة.


