إرشادات وقائية وتدخل سريع

يذكر الدكتور وليد هندي، استشاري الطب النفسي، في تصريحات صحفية أن التحرش يفرض تعريفاً مبسطاً للأطفال وتدريباً على الخصوصية. ويُوصي بتعريف الأطفال بمفهوم التحرش بلغة مناسبة لأعمارهم، وبغرس مفهوم خصوصية الجسد في نفوسهم. كما يؤكد أهمية عدم السماح لأي شخص بلمس الأجزاء الخاصة من جسد الطفل وتحديد الأماكن المحظور لمسها. ويُشدد كذلك على تعزيز قدرة الطفل على التعبير بحرية وعدم الخوف من مشاركة ما يزعجه.

من جهة أخرى، تقترح التصريحات عدم دخول الأطفال المرحاض مع أشخاص آخرين في المدرسة أو النادي، وتجنب أخذ الحلوى من الغرباء إلا بموافقة الوالدين. كما تبرز ضرورة عدم جلوس الطفل بمفرده في أماكن عزل أو غير آمنة. وتؤكد أن الطفل يجب أن ينام دائماً في سرير منفصل. وتُشير إلى أن هذه التدابير تساهم في حماية الطفل من مخاطر الاستغلال وتقلل من احتمالات الاعتداء.

عند وقوع اعتداء، تشير التصريحات إلى ضرورة أن يواجه الطفل المتحرش والإفصاح عنه ضمن إطار آمن وتحت إشراف ولي الأمر. وتضيف أن هذه الخطوة تتيح للطفل استعادة الشعور بالسيطرة وتساعد في حماية غيره مستقبلاً. وتؤكد على أهمية الدعم النفسي والاجتماعي للطفل خلال هذه العملية وتوفير البيئة الآمنة لتقديم المعلومات.

علامات تعرض الطفل للتحرش

تشكل التغيرات السلوكية من أقوى المؤشرات على تعرض الطفل للاعتداء الجنسي. قد يظهر رفض مستمر للذهاب إلى المدرسة أو الامتناع عن رؤية أحد الأقارب بسبب الخوف وتوابع الحدث. كما يزداد الخوف من رؤية أشخاص معينين أو الحديث معهم بشكل غير مبرر. هذه الإشارات تستدعي متابعة طبيب نفسي أو أخصائي صحة نفسية لإجراء التقييم اللازم.

تشير العلامات إلى وجود صمت غير معتاد وانعزال وإخفاء التفاصيل اليومية، إضافة إلى عادة مص الأصابع وتبول لا إرادي. كما قد يعاني الطفل من اضطرابات النوم والانسحاب الاجتماعي واضطرابات الطعام. قد يظهر العصبية وسرعة الانفعال والكوابيس والأحلام المزعجة كجزء من التغيّر النفسي. التدخل المبكّر يساعد في حماية الطفل ووجود دعم من الأسرة والعائلة ضروري.

علامات تدل أن طفلك يعاني من التحرش

تظل علامات الانسحاب الاجتماعي والتغيرات العاطفية من أبرز ما قد يشير إلى تعرض الطفل لاعتداء جنسي. قد يرفض الذهاب إلى المدرسة أو يتجنب رؤية أقارب محددين بسبب الخوف من التعرض لإيذاء. كما يعبر الطفل عن خوف شديد من التعامل مع أشخاص بعينهم أو تجنب ملامسة أجسادهم في وجود آخرين. هذه الدلائل تستدعي التواصل مع مختص نفسي وإبلاغ المدرسة أو الجهات المعنية وفقاً للآليات المتبعة.

إضافة إلى ذلك، قد تتبدل قدرة الطفل على الثقة بالنفس وتظهر عليه علامات التوتر والقلق المستمر وتغيرات في نمط النوم والأكل. وقد تتفاقم مشاعر الخوف والكوابيس والتقلبات المزاجية، ما يستدعي مراجعة خبراء الرعاية الصحية وسرعة الإبلاغ عن الحوادث. أحياناً تكون الاستجابة الفورية من الأسرة والجهات التعليمية عاملاً حاسماً في حماية الطفل وتقديم الدعم اللازم له ولإخوته في الأسرة.

شاركها.
اترك تعليقاً