كشف باحثون من الهند في دراسة جديدة أن المواد الكيميائية الفثالات الموجودة في البلاستيك ترتبط بأمراض القلب. وتبين أن هذه الفثالات لا تبقى ثابتة داخل البلاستيك بل تتسرب إلى الطعام عند تسخينه وتنتقل إلى الماء المخزّن في الزجاجات وتختلط بالهواء الذي نستنشقّه وتدخل أجسامنا عبر مستحضرات العناية الشخصية. وتؤدي هذه المواد إلى تعطّل في نظام الغدد الصماء وتؤثر في الصحة الأيضية والخصوبة وتضر بالجهاز التنفسي وتؤثر في صحة القلب. وأوضح الباحثون أن التعرض لهذه المركبات قد يسهم في مخاطر قلبية حتى عند مستويات منخفضة بسبب تراكمها في الجسم مع مرور الزمن.

التأثير الحيوي للفثالات وتأثيرها الصحي

ووجد الباحثون أن التعرض لفثالات ثنائي-2-إيثيل هكسيل ساهم في 13% من جميع وفيات القلب والأوعية الدموية بين الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 55 و64 عامًا حول العالم في عام 2018. كما أشارت الدراسة إلى أن التعرض حتى لمستويات منخفضة قد يرفع مخاطر أمراض القلب بسبب تراكمها في الجسم مع مرور الزمن. وأشار الباحثون إلى فثالات DEHP كفثالات شائعة الاستخدام ثبت أنها تسبب التهابًا في بطانة الشرايين وتصلب جدران الأوعية وتكوّن اللويحات، وهو ما يزيد احتمال النوبات القلبية والسكتات الدماغية. وتؤكد النتائج أن التأثيرات ليست محصورة في فئة عمرية محددة بل يُلاحظ وجودها عبر شرائح سكانية مختلفة.

وتوضح النتائج أن هناك ارتباطًا بين التعرض للفثالات وأمراض القلب، مع الإشارة إلى أن الدلالات ليست دالة سببية مطلقة. وتذكر الدراسة أن تراكم هذه المواد في الجسم عبر الزمن قد يزيد المخاطر حتى عند تعرض منخفض. وتظل DEHP من بين الفثالات الأكثر استخدامًا والتي ترتبط بتغيرات في بطانة الشرايين وتصلّبها وتكوّن اللويحات، وهذا ما يفسر زيادة احتمال النوبات القلبية والسكتات الدماغية. وتؤكد الدراسة الحاجة إلى مزيد من البحث في آليات التأثير ومصادر التعرض لتوفير صورة أوضح للمخاطر الصحية المرتبطة بالفثالات.

شاركها.
اترك تعليقاً