عاد فندق لو غراي ليضخ الأمل في قلب بيروت عندما أُعيد افتتاحه بعد خمس سنوات من الإغلاق إثر انفجار المرفأ في 2020، ففقدت المدينة أحد رموزها السياحية وواجهت ضربة مباشرة لاقتصادها ووجهها الحضري.
يقع الفندق في ساحة الشهداء بوسط بيروت، محاطاً بمعالمها المعروفة مثل مسجد محمد الأمين وميدان النجمة وأسواق بيروت وزيتونة باي.
يتألف من 104 غرف، ويضم مطعم بادام الذي يقدم أطباقاً دولية، ومطعم قصتي بيروت كامتداد لفرعه في فرنسا، ويشرف عليه الشيف الفرنسي اللبناني الأصل ألان الجعم، وهو اللبناني الوحيد الذي حصد نجمة ميشلان.
كما يضم المسبح الخارجي، ومركزاً لياقة بدنية، وباحات واسعة داخلية وخارجية، إضافة إلى مقهى في الحديقة يعمل طوال اليوم.
التجديد والهوية اللبنانية
أوضحت لميا أبشي، ابنة مالك الفندق إدمون أبشي، أن عودة الفندق إلى الحياة بعد الإغلاق تعني أملاً كبيراً. استغرقت أعمال الترميم أكثر من سنتين، وتحدثت عن إدخال تحديثات عصرية مع الحفاظ على الهوية الأصلية. اعتباراً من 6 نوفمبر بدأ الفندق باستقبال الزوار، وفي 20 نوفمبر افتتح مطعم قصتي بيروت رسمياً.
يرجع ملكية فندق لوغراي إلى رجل الأعمال إدمون أبشي، وهو يملك فنادق عدة في دول عربية وأوروبية. يعبر عن حبه لبلاده ودافعه لإعادة الفندق إلى الواجهة رغم الخسائر، مؤكداً أن لبنان سيزهر من جديد وأن المبادرة ستشجع آخرين على إحداث فرق لإعادة البلد إلى مكانته.
إشراف التصميم اللبناني
أما المهندس الداخلي جلال محمود، المعروف بمشاركاته في مشاريع فندقية عدة، فبيّن أن الهدف كان الحفاظ على الهوية الأصلية مع إضافة لمسات حديثة تزيد البريق. وبخبرة تمتد إلى ثلاثين عاماً في هذا المجال، حرص على تطوير هوية لوغراي مع الحفاظ على حمضه النووي، وهو ما شكّل تحدياً لكنه نجح في تحقيقه. لم يستغنِ عن أقسام الفندق، بل غيّر دورة الحركة داخله وجعل بعض الأقسام أكثر اتساعاً بما يمنح المكان فخامة وجمالاً. كما أضاف لمسات ديكور ملونة من البلايكسي غلاس على جدار المدخل، واستحدث مساحة فارغة مضاءة حديثة في اللوبي، واعتمد ألواناً دافئة وزاهية مع مزيج من الأزرق والبيج في الغرف، واستخدم الأبيض لتوفير إحساس بالضياء والرحابة.
وتؤكد هذه الرؤية أن بيروت مدينة لا تموت وستعود إلى موقعها كوجهة سياحية عالمية كما عُرفت دائماً.


