تعلن وزارة الأوقاف أن موضوع خطبة الجمعة اليوم يركز على توقير كبار السن وإكرامهم. وتؤكد أن هذا التوقير ربطٌ بين الدين والأخلاق وبناء المجتمع، وليس خيارًا عارضًا. وتوضح أن حياة الإنسان تمر بثلاث مراحل تتبدل فيها القوة والقدرة، ولكل مرحلة قيمها ومسؤولياتها.

مراحل الحياة الثلاث

يتولّد الإنسان ضعيفًا ثم تقوى قوته في مرحلة الشباب، وتعود إليه الضعف مع الكبر. ويربط القرآن بين هذه المراحل في آيات تدل على خلق الله وتقديره. ويؤكد أن الله يصنع ما يشاء وهو العليم القدير. كما تشهد آيات كثيرة أن عمر الإنسان ينتقل من القوة إلى الضعف ثم يعبر إلى الشيب.

واجبنا تجاه كبار السن

نعمل جميعًا على أن نمدّ لهم العون ونشعرهم بالأمان وعدم الوحدة. ويؤكد القرآن أن جزاء الإحسان ليس إلا الإحسان، وهو تذكير بما قدموه من خيرٍ لنا. وهذا يجعل رعايتهم والتعامل معهم واجبًا مستمرًا لا يتوقف عند زمن أو مناسبة.

نهج الإسلام في إكرام كبار السن

يؤكد النبي محمد صلى الله عليه وسلم أن من واجب المؤمن احترام الكبير ورحم الصغير. روى الإمام أحمد وأبو داود أحاديث صحيحة تقول: ليس منّا من لم يوقّر كبيرنا ويرحم صغيرنا، وإكرام ذي الشيبة المسلم وحامل القرآن. وهذا المنهج يفرض علينا أن نوازن بين أهل الحقوق ونحترم كبير السن في كافة شؤون الحياة.

مظاهر إكرام كبار السن في السلوك اليومي

كان النبي ﷺ يقدم الكبار عند الشرب ويبدأ الكبيرون بتلقي الماء أولاً. كما يحرص الإسلام على أن يبدأ الصغير بالسلام على الكبير، وأن يؤمّكم أكبرُكم في الصلاة. كما يحث على حماية كبار السن حتى في الحرب، فكان يقول: لا تقتلوا شيخًا كبيرًا. وروى عمر بن الخطاب موقفًا يظهر العدل مع الشيخ حين رأى يهوديًا يسأل الجزية، فقال: والله ما أنصفناك، نأخذ منك في شبابك ثم نضيّعك في شيخوختك، فأمر له ببيت المال.

ثمرات الإكرام وفوائدهما

حظي كبار السن في الإسلام برعاية خاصة، ومن ثم تثمر الأعمال الإحسانية نوراً في الآخرة. وروى الترمذي أن من شاب شيبةً في الإسلام كانت له نورًا يوم القيامة. وبناء على ذلك يجب علينا ألا نعيق كبار السن عن حقوقهم، بل نكرمهم ونرحب بهم في بيوتهم ومجالسهم.

خاتمة ودعاء

نسأل الله أن يحفظ مصر وأهلها من كل سوء، وأن يجعل الإحسان للكبار سترًا وذخرًا لنا يوم القيامة. وليحرص كل واحد منا على خدمة الوالدين وذوي الشيبة في المجتمع. ندعو الله أن يوفق المسلمين لتطبيق هذه الأخلاق في بيوتهم وشؤونهم اليومية.

شاركها.
اترك تعليقاً