أعلنت وزارة الصحة والسكان في بيان رسمي نشر على صفحتها أن الفيروسات التنفسية الشتوية تبقى كما هي غالباً في كل عام، لكن الأعراض قد تظهر بشكل أقوى وأطول هذا الشتاء بسبب عدة عوامل مجتمعة. أوضح الدكتور حسام عبدالغفار أن الفيروسات تتغير بشكل طفيف من موسم لآخر، ما يقلل من فاعلية المناعة المكتسبة سابقًا ويزيد شدة الأعراض. كما أشار إلى أن هذه العوامل مجتمعة تفسر ظهور أعراض الشتاء بشكل يبدو أكثر حدة على نحو متكرر هذا الموسم.
أسباب شدّة الأعراض
وتشمل الأسباب تغيّر الفيروسات بشكل طفيف من موسم إلى آخر، وهو ما يقلل فاعلية المناعة التي كوّنها الجسم سابقًا ويزيد الأعراض. كما أن فترة جائحة كورونا وما رافقها من تباعد اجتماعي وارتداء للكمامات قللت تعرض الأطفال والبالغين للفيروسات التنفسية العادية، فضعفت المناعة الطبيعية ثم ظهرت الأعراض أقوى عند عودتها. أشار الدكتور عبدالغفار إلى أن أُصيب الأطفال أحيانًا بفيروسين في وقت واحد خلال الموسم نفسه، مثل الإنفلونزا وRSV، وهو ما يجعل المرض يبدو مستمرًا لأسابيع.
وتؤثر عوامل أخرى في الإدراك أيضًا، فغالبًا ما ننسى شدة الشتاء السابق ونقارنها بذكريات أكثر اعتدالاً، ما يعزز الإحساس بأن الشتاء الحالي أشد. كما تنتشر المنشورات المقلقة بسرعة وتزيد من الخوف حتى لو كانت الحقيقة أقل. وأشار إلى أن انخفاض غسل اليدين وتغطية الفم عند السعال يساهمان في انتشار الفيروسات داخل المدارس بشكل أسرع. وبعد غيابها ثلاث سنوات، عادت الإنفلونزا بقوة، وهي من أشد الفيروسات التنفسية أعراضاً.
أكد عبدالغفار أن هذه العوامل مجتمعة تجعل الأعراض الشتوية تبدو أكثر شدة وطولاً، لكنها لا تشير بالضرورة إلى وجود فيروس جديد. ونبّه إلى ضرورة الالتزام بالإجراءات الوقائية الأساسية مثل غسل اليدين باستمرار وارتداء الكمامات عند الضرورة والحفاظ على النظافة الشخصية داخل المدارس والمنازل. وتؤكد الوزارة أن الالتزام بتلك الإجراءات يساهم في تقليل انتشار الفيروسات بين الأطفال والبالغين على حد سواء.


